إبن رشد وحافلة الثقافات في التنظيم (1/2)

ما بين الثقافة عامة والثقافات الفرعية، وما بين الثقافة التنظيمية فرق يتعلق بمدى التأثير والتركيز والتحكم بالجماعة، فمتى ما كانت بعض القيم أو المعتقدات أو الأعراف ذات تحكم واضح ومؤثر في أفراد أي مؤسسة ما يملي عليهم سلوكهم حتى في لغتهم ولباسهم…الخ، فهذه تكون ثقافة المنظمة او الجماعة. لذا يمكن القول أيضًا أن الثقافة المؤسسية/ التنظيمية هي ثقافة داخلية وحيث يشيع المناخ عبر السلوك المتكرر للأفراد.
تعريف1:((الثقافة التنظيمية هي نظام من الافتراضات والقيم والمعتقدات المشتركة، والتي تحكم كيفية تصرف الأشخاص داخل المنظمات. هذه القيم المشتركة لها تأثير قوي على الأشخاص في المنظمة وتملي عليهم طريقة لباسهم وتصرفاتهم وأداء أعمالهم ومهماتهم)).
تعريف2: تشير الثقافة التنظيمية إلى القيم والمواقف والممارسات المشتركة التي تميز المنظمة. إنها شخصية منظمتك وتلعب دورًا كبيرًا في الرضا العام للعاملين معك. (كيت هاينز)
في حركة التحرير الوطني الفلسطيني-“فتح” عاصر الكثيرون نماذج قيادة مختلفة (قد تجد شبيهها في فصائل أخرى قطعًا)، أشاعت جوًا ومناخًا ذو سطوة أو تأثير داخل الجماعة المعنية بمعنى أنك كنت تجد ثقافة متميزة داخل الأمن الموحد بزعامة صلاح خلف أبوإياد، وتجد شكل آخر من المناخ الداخلي في دوائر التعبئة والتنظيم حيث يقود التنظيم بالعالم أبوماهر غنيم، ووجدنا ثقافة المعتقل الصارمة وذات التثقيف المتواصل في أدبيات السجون.
مثّل اختلاف هذه المناخات التنظيمية التي عكست ثقافات محددة حالة وئام وتعايش ضمن فتح وتقاطعت وتمايزت فالهدف واسلوب الوصول واحد.
فكانت الكثير من التجارب والتيارات أو النماذج والحالات داخل فتح ذات الأثر في محيط المنخرطين بالحالة ضمن التنظيم العام. أما أن نجد افتراق حِدي افتراقي بين العقلية أو الثقافة الوظيفية السلطوية او عقلية الحافلة (تحضر الناس بالحافلات مع شطيرة وبطاقة جوال وتصفيق في مهرجان ثم العودة لبيوتهم من النزهة التظاهرية) وبين عقلية ابن رشد الممثلة بالتفكير والتربية وبناء الذات والنقاش والالتزام عن قناعة والاعتراض والنظام ما يتوافق في التقابل غير المحلول بين عقلية السلطوية الوظيفية ضد عقلية النضالية، حيث تتواجه العقليتان والثقافتان بحدة ويصعب تعايشهما.
وإذا أردنا النظر للثقافات بالحركة بالمعنى المقصود قد نجد التالي كنماذج
المناخ والثقافة التنظيمية في فتح
1- ياسر عرفات /”ثقافة التنظيم القوي” قوي بالنظام والاستقطاب ورفد الثورة بشريا وماليا.
2-ابوماهر غنيم/ ثقافة “أرسل حكيما ولاتوصه”، وهي ثقافة التنظيم الواعي، وثقافة العلم مقابل الجهالة، ما يحتاج بناء ذاتي متصل.
3-خالد الحسن/ثقافة العقل التخطيطي لا الفوضوي، أو النضالي لا الوظيفي المحدود.
4-هاني الحسن/ثقافة المبادرة والالتزام ورعاية ومتابعة العمل ضد العقل السلبي والمسلك السلبي (ضد عقلية النعي)
5-ثقافة المعتقل/ حيث النضالية و الصرامة والشدة والالتزام والتثقيف الذاتي والبناء الجماعي.
وقد نجد الى جانب هذه الثقافات ما حصل في دائرة نفوذ صلاح خلف أو بوالهول أو أبومازن أوأبوجهاد أوغيرهم. لكنها تقاطعت وتجاورت وتعايشت. ولاحقًا وجدنا مثل ذلك فيما أسبغه د.صائب عريقات أو فيصل الحسيني. أو محمود الناطور (قوات ال17)، أو أبوعلي شاهين (المعتقلات) أو”حالات-نماذج” تجارب الكتيبة الطلابية، والشبيبة الفتحوية، والمراة للعمل الاجتماعي وغيرهم من اجواء (ثقافات) ذات تأثير في محيطها.
الثقافة التنظيمية في أي مؤسسة تحتاج لشروط ولدينا نموذج/نماذج “فتح” أعلاه ونموذج أو مخطط العالِمين (كوين وكاميرون)
النوع 1: ثقافة الجماعة/الفريق (العشيرة) – تعاونية وتوجد في هيكل افقي، كسر حواجز، والاولوية هنا ليست لذات الفرد وإنما للجماعو/ للفريق
النوع 2: الثقافة الإبداعية/ حيث الابتكار والتكيف والتطوير والتشجيع على التفكير والابداع للأفراد
النوع 3: ثقافة المنافسة (السوق)- تركز على النجاح الخارجي بدلاً من الرضا الداخلي للأعضاء
النوع 4: الثقافة الهرمية-التركيز الأساسي: الهيكل والاستقرار. على التنظيم الداخلي (الهيكلية) عن طريق سلسلة قيادة واضحة ومستويات إدارية متعددة تفصل بين العاملين/الأعضاء والقيادة.
*بكر أبوبكررئيس مجلس إدارة اكاديمية فتح الفكرية، اكاديمية الشهيد عثمان أبوغربية، عضو المجلس الاستشاري، مسودة ورقة عرضت في ندوة الاكاديمية والشبيبة والاقليم في نابلس المعنونة: التثقيف والتدريب وإعداد الكادر في حركة فتح في 24/12/2022م.