الطلاب و”الصخرة”وزمن العمل السياسي في الكويت
اطّلعت مؤخرًا على دراسة هامة للباحث د.محمد كريّم عن صحافة الثورة الفلسطينية والمقاومة بالشتات ، بالخارج من إصدار مركز الزيتونة في لبنان. وطابَ لي قراءتها بتمعن لما احتوته من معلومات توثيقية هامة عن الصحف تُحسب للباحث الكريم جزاهُ الله خيرًا، ومما حفّزني لكتابة هذا المقال هو أهمية التأصيل مني ضمن مرحلة محددة بالكويت (1981-1987م) والإشارة للواقع السياسي الجماهيري والطلابي النشط والمتصارع معًا، والمرتبط بالصحف أي بالنشرات والمجلات السياسية الفلسطينية أيضًا التي أشار لبعضها، وكانت تصدر هناك.
مقدمة
يمكنني بالإطار السياسي-الثقافي الإشارة لثلاث نشرات مرتبطة بتلك المرحلة (1981-1987م)، وبالثورة الفلسطينية والمقاومة بالخارج، وخاصة بحركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح بالكويت أي مجلة أو نشرة (الصخرة) التي صدرت منذ العام 1984 في الكويت، ومجلة (الحصاد)، ونشرة (الاتحاد) التابعة للاتحاد العام لطلبة فلسطين في الكويت.
تواجدتُ طالبًا دارسًا للهندسة المدنية بالجامعة، ثم في قيادة حركة فتح آنذاك أي فترة ما قبل إطلالة التسعينيات من القرن العشرين. وفي مقابل تواجدنا كاتحاد في جامعة الكويت وإصدارنا لنشرة (الاتحاد)، كان “الإخوان المسلمين” الفلسطينيون المنضوون تحت اسم (قائمة الحق) الطلابية بالاتحاد قد انشقوا على الاتحاد العام لطلبة فلسطين، وأنشأوا إطارهم الخاص (البدايات الأولى لنشوء “حماس”)، وعليه أصدروا نشرتهم الخاصة أيضًا تحت عنوان (صوت الأقصى) لفترة قصيرة.
شهدت فترة الثمانينيات ما بعد الصمود الكبير في بيروت (معركة يا وحدنا)، ثم خروج الثورة الفلسطينية من لبنان ذهولًا عامًا وركودًا ثوريًا بمنطق انحسار الفعل الميداني العسكري لفترة، وشهدت تفاعلًا وصراعًا سياسيًا عاليًا، ارتبط بالصدمة وخاصة لدى الطلاب الفلسطينيين الذين آمنوا بضرورة العمل والعطاء وأهمية الفعل الكفاحي الميداني فكانت البوصلة تتّجه دومًا باتجاه العمل العسكري من أي فصيل كان، وخاصة من تشكيلات حركة فتح التي تسيّدت على العمل العسكري منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية عام 1965م.
قراءة طلابية بالحالة السياسية
في فترة أوائل الثمانينيات من القرن العشرين كانت الحالة السياسية الفلسطينية لدى الطلاب بقراءتي الحالية كالتالي
-ابتعدت الثورة الفلسطينية بقيادة حركة “فتح” عن خطوط المواجهة المباشرة والقتال والقاعدة الآمنة، إثر صمود بيروت الأسطوري للخالد ياسر عرفات ورفاقه الأبطال، فالخروج من بيروت ثم من طرابلس-لبنان، فدخلت الحالة في ركود ثوري ميداني مقابل صراع نظري وسياسي وحوارات شديدة المراس.
-شكلت مجزرة صبرا وشاتيلا (1982م) طعنة في الجسد الفلسطيني مازالت آثارها حتى اليوم، عوضًا عما فعلته قبلها مجزرة مخيم تل الزعتر (1976م) من ثقوب في النفسية المناضلة.
-أضحى التدخل العربي، من الأنظمة العربية، بارزًا في جسد الثورة الفلسطينية وكأنها ساهمت أو تواطأت على إخراج الثورة من خط المواجهة متعمّدةً في لبنان، كما كان الحال بإحداث الانشقاق في جسد “فتح” عام 1983، من قبل المخابرات السورية والتنظيمات التابعة لها خاصة (الجبهة الشعبية-القيادة العامة) بزعامة أحمد جبريل، وفيما كَبُر من فعالية العمليات الإجرامية من (جماعة أبونضال/بندقية للإيجار) التابعة للعراق آنذاك والتي تخصصت بقتل قيادات حركة “فتح” ومنظمة التحرير الفلسطينية فقط، وفيما كان يقوم به النظام الليبي بوضوح من دعم كل التيارات المناوئة لمنظمة التحرير الفلسطينية خاصة بعد موقف النظام الليبي العلني المتخاذل في حصار بيروت، كما حال بعض الدول العربية الأخرى.
-عانت حركة فتح من حالة تذبذب سياسي تنظيمي (وحتى داخل الاتحاد العام لطلبة فلسطين) ما بين تقبّل بعض مفاهيم المنشقين بالمطالبة بالإصلاح وغيرها من شعارات مقبولة نظريًا، وما بين وجود تيار المنشقين بين أحضان المخابرات السورية، فكانت البيانات الصادرة عن المنشقين مثارَ نقاش عقلاني أحيانًا، ولكن النبرة الاتهامية التخوينية ثم ما ظهر علنًا من الدعم السوري فحصار طرابلس (1983م) بالدعم السوري، أن همّشَ المنشقون (جماعة أبوصالح، قدري، أبوموسى، أبوخالد العملة…) أنفسهم كليًا عن الجسم الفتحوي العام.
-كان لا بد من عودة حركة “فتح” للعمل الثوري والمقاوم في فلسطين (في الثمانينيات ماقبل زلزال الانتفاضة الكبرى أواخر 1987م) وهو ما ظهر بعدد من العمليات التي قادها المقاتل والقائد الشرس خليل الوزير (أبوجهاد)، والأخرى من محمود الناطور(أبوالطيب) قائد قوات ال17 آنذاك، ما حقق حالة التوازن في قواعد الحركة وخاصة لدى الطلبة، وكما أشرت في ظل التذبذب الحاصل ما بين الخروج والانشقاق والتواطوء العربي الذي لا يكلّ ولا يهدأ.
-لم يكن “الاخوان المسلمين” الفلسطينيون ظاهرين رغم نشرتهم بالجامعة، ورغم الانشقاق-انشقاقهم الطلابي إلا أنهم استقطبوا فئة من الطلاب تلك التي ملّت اليسار باعتقادي والذي كان بجزء منه يسيطر على جماعات بالحركة لدينا، لا سيما وهذا قد تفاعل مع سيطرة “الاخوان المسلمين” الكويتيين أيضًا على اتحاد طلبة الكويت (منذ العام 1980-1981م)، عوضًا عن تأثير الجو المحافظ الذي ميز البلد وعمد “الاخوان” لربطه بهم.
الطلاب والصراع النظري والفكري
-كل تلك الأمور كات تعكس نفسها في تفاعلات الإطار الطلابي، خاصة لدى الطلاب المسيّسين في جامعة الكويت، وفي الثانويات، وأقصد الطلاب الفلسطينيين من جهة، وبالاتجاه الآخر الطلاب الكويتيين (ما بين قوميين وسلفيين وأخوان وشيعة)، وفي داخل حركة “فتح” الطلابية التي تأثرت بتيارات الحركة من يساريين، ومن وطنيين بلا يسار ولا يمين.
-وكان بكر أبوبكر وصحبِهِ من الكتلة الوطنية الحضارية ذات العمق العروبي الإسلامي التي أنشأت قائمة “أبناء فلسطين” التابعة لحركة “فتح” وداخل اتحاد الطلاب بلا يمين ولايسار داخل الحركة، فخاضت الانتخابات وكانت لها الغَلَبة، حتى الغزو العراقي لدولة الكويت.
-لم يكن الجوّ الطلابي الفلسطيني بالكويت في بدايات نشأة خط أو قائمة “أبناء فلسطين” عام 1981م خاليًا من بعض المماحكات وآثار الانشقاق، والمحاور الحركية أو ما تبقى منها، والتي تغلّبت عليها القائمة والتنظيم الطلابي بالحركة بنبذ التكتلات وفكرة المحاور، واتجهت فقط لخدمة فلسطين، والقضية والطلاب بعيدًا عن تدخلات الأجهزة الأمنية الحركية آنذاك، ورفضًا لأي تدخلات من المحاور أو معركة “الأبوات” القيادية في رأس الهرم الفتحوي (الأبوات جمع أبو/نسبة لأبي إياد وإبي جهاد وأبي عمار…الخ).
-لقد كان الاهتمام الطلابي السياسي كما هو الحال بالماضي والحاضر أكثر تأثرًا والتزامًا ودعمًا بمن يقدّم فعله على قوله، لأن فلسطين أولًا وفلسطين البوصلة كما كان شعار نشرة (الاتحاد) آنذاك.
-وكان الاهتمام الطلابي أكبر بمن يقدّم روحه ضد العدو الصهيوني أكثر من الصراخ بشعاراته الصاخبة بلا فعل على ذات حجم الصياح كما كان الحال آنذاك من تيارات اليسار التي بدأت بالانكفاء، وكأنه مقدمة لخروج هذا التيار أو التيارات من كل الجسد ما حصل لاحقًا من انهيار الاتحاد السوفيتي (1989-1991).
-انصب الاهتمام داخل الحركة الطلابية ليس على التنظير السياسي أو الفكري، رغم أنها خاضته، وإنما على أساس القاعدة الذهبية لحركة فتح أي: إعمل ثم إعمل ثم إعمل وبادر تسبق الآخرين ودعهم يتكلمون عن عملك. وهذا ما كان من جليل الخدمات الطلابية في جامعة الكويت والثانويات.
- اتخذت التنظيرات “الاخوانية” الكلامية من أخطاء الثورة الفلسطينية منصّة أساسية للهجوم، وما كان من تكفيرها المفرط لأفكار: الوطنية والقومية والديمقراطية والعلمانية واليسارية، بمبررات دينية واهية، ولكن دون أن تقدم شيئًا ملموسًا على الأرض. ليفاجئها حينها المفكر الأخواني د.عبدالله أبوعزة بالقول عن “فتح” نعم إنها تخطيء ولكنها تعمل! مشيرًا لمرحلة المَوَات ما قبل ظهور فكرة “حماس” بعد أكثر من 22 عامًا على انطلاقة الثورة الفلسطينية وحركة “فتح”.
-في تلك الفترة كانت الحاجة ملحّة للدخول بإلاطار الفكري والنظري في أتون الحوار والتنظير والنقاش الدائر بين مستويات النظر سواء اليسارية التي بدأت تفقد وهجها داخل حركة فتح وخاصة مع الانشقاق، ومنه في بالكويت أساسًا كما أشير هنا.
-شكّل كتاب المفكّر الكبير عضو اللجنة المركزية للحركة خالد الحسن (أبو السعيد) المسمّى يوميات حمار وطني – بأسلوب كتاب “كليلة ودمنة” لابن المقفع- ردًا عقلانيًا على أفكار وادعاءات المنشقين، والتدخلات العربية التخريبية في جسد الثورة، كما كانت تنظيراته في إطار حث الوعي على المجابهة بأفضل الطرق المتاحة أي عبر العقل. - كانت الحاجة قد أصبحت ضرورية لفكر جديد ونور صاعد تم التعبير عنه باتحاد الطلاب والمنطقة التنظيمية الطلابية من خلال قائمة أبناء فلسطين ومنصتها نشرة (الاتحاد). وتم التعبير عنه داخل الحركة عامة عبرإصدار نشرة حركية تجوب العالم (عبر البريد الجوي) وتعبر عن فكر حركة “فتح” الثوري والوطني الجامع فنشأت مجلة أو نشرة (الصخرة) مع الامكانيات المالية تحت الإشراف المباشر والإدارة الصارمة للأخ حسن المطري (ابوعلي)، ودعم عضو اللجنة المركزية سليم الزعنون (ابوالأديب)، وبرئاسة تحرير فؤاد معمر، ثم لاحقًا ما كان من تسلم المجلة/النشرة الأسبوعية من قبل د.حسن أبوشنب.
مجلتا (الصخرة) و(الحصاد)
كانت مجلة الصخرة حدثًا فريدًا في ظل الركود الثوري، وفي ظل التباطوء في العمل الفدائي وكِبَر الهجمة ضد حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية وفق ما ذكرنا، فكان لا بد من المواجهة فتقاطر كبار الكُتّاب ليكونوا جزءًا من صحيفة الصخرة والذين كان منهم الكاتب الألمعي الشهير حافظ البرغوثي، ورجا طلب إضافة الى الشاعر والأديب ربحي محمود المرقطن، وطاهر عبدالجبار (أبوإياد) وبكر أبوبكر بإطلالات هامة داخل أعداد الصخرة، وآخرون كُثُر.
حاولت مجلة (الصخرة) أن تكون لسان حركة “فتح”، كل “فتح” بالعالم وهي التي قابلت على صفحاتها كل أعضاء اللجنة المركزية للحركة، وصولًا للقاء الأخير مع القائد العام للثورة الفلسطينية ياسر عرفات. فعرضت المجلة سياسات ومواقف الحركة من زوايا نظر وأفكار ومنطق للقيادة الفتحوية بل وفي إطار المواجهة والدحض للتيارات الغاربة داخل الحركة فيما كان يطلق عليهم (الأبوات-جمع أبو) وبالأخص ما كان يسمى جماعة صلاح خلف (أبوإياد) مقابل جماعة (خالد الحسن-أبوالسعيد) وهكذا والذين كان لهم والقائد العام نفس المساحة داخل نشرة الصخرة ما عبّر عن القدرة الاستيعابية والاحتوائية الواسعة للحركة في إطارها، وفيما عبّرت عنه من وحدوية أصيلة دعت لها كل الفصائل ضمن المجلس الوطني الفلسطيني، ومنظمة التحرير الفلسطينية.
مثلت (الصخرة) نشرة الصخرة الأسبوعية منارة فكرية تنظيرية سياسية تحريضية جديدة مدافعة عن فلسطين وقضيتها وعن القرار الوطني الفلسطيني المستقل، مقابل صحافة منظمة التحرير الفلسطينية الرسمية آنذاك خاصة (فلسطين الثورة) برئاسة تحرير أحمد عبدالرحمن، ومقابل صحيفة فلسطين المحتلة (لاحقًا: البلاد).
كانت القدرة الإدارية للأخ حسن المطري (أبوعلي) وطاقمه التحريري، وأيضًا التنفيذي برئاسة عارف حجاوي أن جابت مختلف أرجاء العالم، بحيث وُزّعت وفق صندوق بريد كل مّن طلبها فلم تكن ترسل بالكميات لتوضع مهملة في أركان هذا المكتب أو ذاك وإنما كانت تصل العنوان الذي يطلب بذاته، وحينها كان الطلب شديدًا من عدد من الأخوة والأخوات في الدول العربية ونخص بالذكر الأخوة الجزائريين، ولدى الطلاب في العالم وخاصة في أمريكا التي كانت تعاني من المنشقين.
في ذات الفترة أو قبلها بقليل كانت تصدرشهرية الحصاد برئاسة تحرير الأخ حسين أبوشنب والتي استقطبت مجموعة متنوعة من الأقلام كان من ضمنها فلسطينيًا الكاتب درويش عبدالنبي (أبوفتحي)، وحمزة الطيراوي، وعلي أبوربدة، وآخرون أيضًا لاسيما وأن د.أبوشنب متخصص بالإعلام وله أيادي بيضاء بهذا المجال في دولة الكويت ولاحقًا حين عاد للوطن وعمل أستاذا جامعيًا ثم مؤلفا متميزًا في المجال الاعلامي وغيره بالإطار السياسي أيضًا.
الطلابُ ومجلة (الاتحاد)
كان لابد للاتحاد العام لطلبة فلسطين في الكويت الذي ترأسه بكر أبوبكر لعامين متتالين تلك الفترة أن يقوم بدوره الطلابي بنهجه الجديد داخل الجامعة وفي إطار الثانويات أيضًا في شتى المجالات خاصة الاجتماعية والطلابية والسياسية، فكان الإصدار لنشرة (الاتحاد) الدورية في البداية متعبًا ومرهقًا جدًا عبر الكتابة اليدوية بالقلم، ثم الطباعة على الآلة الكاتبة القديمة (الأخ أبورياش) وصولًا الى النسخ المتكرر على آلة (الستناسل) اليدوية، ثم التجميع للأوراق، وتركيب الغلاف المطبوع بالمطبعة ثم التدبيس، ثم التوزيع على الكليات بالجامعة. ثم لاحقًا عبر المطبعة في أحد الصحف الكويتية.
ناقشت المجلة الدورية الشهرية للاتحاد العام لطلبة فلسطين-فرع الكويت (غير مجلة جبل الزيتون الصادرة مركزيًا عن تنفيذية الاتحاد خارج الكويت في لبنان ثم تونس) العمل الطلابي، والدور السياسي والفكري للطلبة، وكما تمت الإشارة للدور العربي المتراجع، فيما كان من دعم للفكر الثوري العربي، والفلسطيني في مواجهة مواقف التخاذل، إضافة للتركيز على عناصر الفعل الطلابي في المجتمع الجامعي، ومع الجماهير.
كانت تلك الفترة في إطار العمل الطلابي فترة زخمة من حيث العمل الطلابي السياسي بالنقاشات والمناظرات الملتهبة، وأيضًا العمل الطلابي الداخلي وخاصة مع نشوء فرقة طلابية أصيلة (فرقة ربوع فلسطين) قفزت بالعطاء والجمال الى قمته، ومن خلال الرحلات الطلابية للجامعة والثانويات، وعبر الفعاليات الكثيرة الأخرى.
ومما هو جديربالذكر وذو صلة بالمضمون الثقافي الطلابي فلقد استطاع الاتحاد حينها إلحاق بعض منتسبي الاتحاد في التدريب عند بعض الصحف المحلية الكويتية واكتساب بعض المهارات الخاصة بالتحرير والإخراج.
كما كان لنشاط فرع اتحاد الطلاب بالكويت والمنطقة التنظيمية الطلابية في إقليم فتح بالكويت دورًا فاعلًا جدًا في توفير المقاعد والمنح للطلبة الفلسطينيين بالكويت الى عديد دول العالم وخاصة الهند وباكستان والجزائر وأوربا الشرقية، والذي يعد الى ما سبق من نشاطات، من أهم وأكبر إنجازات الحركة بالكويت بالإضافة إلى تعزيز القرار الوطني الفلسطيني المستقل من خلال اكتساح فتح انتخابات الاتحاد خاصة فترة الانشقاق.
الدور التقثقيفي والجماهيري لاتحاد الطلاب
عقد الاتحاد سلسلة من الندوات السياسية والفكرية التي استجلبنا فيها القيادات الثورية سواء الفلسطينية أو العربية الى داخل الجامعة (كان منهم القادة الأفذاذ صلاح خلف، وأبوجهاد الوزير وخالد الحسن، وهاني الحسن، والخالد ياسر عرفات، وسلوى أبوخضرا، والمناضل المصري أحمد حمروش، وشفيق الحوت، وعضو مجلس الأمة الكويتي خالد الوسمي،…..ثم لاحقًا من قيادات طلابية آنذاك في تنفيذية الاتحاد أمثال الأخوة روحي فتوح وتوفيق الطيراوي وعزام الاحمد الخ).
يشار لدور الجبهة الشعبية الهام آنذاك من خلال ندوة كان يقيمها أحد قيادات الجبهة تخصيصًا لكواردها-ومن يرغب بالحضور-داخل أحد مدرجات الجامعة، كما قامت الرابطة الاسلامية لطلبة فلسطين المنشقة عن الاتحاد (برئاسة جواد الحمد، ثم ماجد الزير..) بعقد الندوات خاصة ذات الصبغة الدينية-السياسية، وبالتعاون مع اتحاد طلبة الكويت الذي سيطر عليه “الاخوان” الكويتيين.
بالإضافة للدور الذي قامت به قيادة الاتحاد-الاتحاد العام لطلبة فلسطين-فرع الكويت، والتنظيم الطلابي الفتحوي بالاسهام في نشرة الصخرة ومجلة الحصاد من بكر أبوبكر شخصيًا وأخوة آخرين، والندوات والفرقة الفنية، قام الاتحاد بتنظيم معارض صور عن فلسطين وعن المذابح والصهيونية وعن الثورة الفلسطينية ومسيرتها، كما أقام معارض تراث هامة جدًا (معرض فلسطين).
في ظل دوام الاحتفال السنوي السياسي-الاجتماعي الجماهيري الحاشد بما كان يسمى لدينا (حفل الكرامة والأرض) من خلال إدارة طلابية قوية، وأيضًا بمن سبقوني ثم تلوني برئاسة الاتحاد، ثم بعد دخولي لجنة الإقليم (قيادة الحركة) لاحقًا. وبالتعاون مع قيادة الحركة بالكويت، والمنظمة (الأخ سليم الزعنون-أبوالأديب، وعوني بطاش، الحاج محمد جابر، وأبوعلي المطري، ورفيق قبلاوي-أبوزياد، وخيري حسن، وزهير الخطيب، وسلوى أبوخضرة، حسين أبوشنب، أبوسمير العلمي، أبوحاتم أبولغد، بكر أبوبكر، عبيدة الكاظمي، أم أسامة هند الحسيني،….الخ) وبحضور أحد أعضاء اللجنة المركزية للحركة فيما كان يقام في كل من مناطق حولي (سينما الأندلس) والأحمدي وخيطان (سينما غرناطة)، وكان يتصدر الحفل إضافة للقيادات في منظمة التحرير الفلسطينية المناضل الكويتي من اتحاد المعلمين الأخ المناضل يوسف عبدالرحمن والذي كان من أصدقاء الفذ صلاح خلف (أبوإياد).
خاتمة
كانت مرحلة صعبة سياسيا (1981-1987م)، وذات استقطابات متعددة منها الآفل، ومنها الصاعد القادم، كما كانت مرحلة ثريّة بالعمل الجماعي على الأرض خدمة لقضية فلسطين عامة، ولدوام جذوة الثورة الفلسطينية متقدة، وخدمة للجماهير وبالإطار الطلابي خدمة للطلاب ما تميزت فيه الحركة بأصولها بالعطاء والمبادرة مقدّمًة على الشعارات.
وكانت الى ذلك مرحلة زاخرة أيضًا بالنقاشات والحوارات الديمقراطية، ومنها في إطار الندوات واللقاءات وعبر النشرات الثلاث الصادرة في الكويت آنذاك مما أشرنا لها (الصخرة، الحصاد، الاتحاد).
هذه صفحة من صفحات عهد مضيء نسجلها ونتّخذ منها العبرة ونجعلها سلم الصعود الى أفق التحرير. فلا ننظر للوراء إلا لغرض توثيق الحدث من جهة، ولجعله مساحة إلهام وإبداع، وحافز دافع لكل الشبيبة والطلاب للقفز خطوات واثقة بالمضي مثابرين صامدين مرابطين مناضلين متقدمين نحو فلسطين، نحو النصر القادم بإذن الله تعالى.