الشخصية النضالية المفكّرة ونجمة بابل

الشخصية النضالية المفكّرة ونجمة بابل[1]
بكر أبوبكر
أولًا: من أين نبدأ؟ الوعي[2]
في إطار تفعيل السياق الفكري والثقافي والتعبوي داخل أي بلد، وفي التنظيمات السياسية الثورية المناضلة، ومنظماتها (الداخلية أو التنظيمية-الحزبية مثل المرأة، الشبيبة، العمال…) تبرز فكرة التثقيف أوفكرة التربية الداخلية المرتكزة على أسس من التاريخ، تاريخ الأمة وتاريخ البلد، ومسار القضية منذ الجذورحتى الاشتباك، وآليات التصدي وفكرة الثورة والتحرير والكيانية والوحدة…الخ، والمقاومة والأشكال، ونشاة وتطور المنظمة (التنظيم السياسي) ونقد لمراحل تاريخية، واستفادة من التجارب، والاطلاع على عديد الملفات السياسية والدبلوماسية والتاريخية من تجارب الثورات والدول الأخرى، ومن ذات تجربة التنظيم في المجالات المختلفة وفي أبعادها الداخلية والخارجية وهو ذات الأمر الحاصل عندنا في تنظيمات (منظمات، فصائل..) العمل عامة في منطقتنا العربية وغيرها، ومنه الوطني الفلسطيني (وحماس والجهاد بالضرورة من هذه الفصائل الوطنية الفلسطينية).
ودومًا ما يثور السؤال بالأولوية فهل الأولوية تتمثل بالكم المطلوب تمثله، عبرقراءته وفهمه أوحفظه مما سبق من مواد تثقيفية كما تفعل التنظيمات الفكرانية “الأيديولوجية”؟
أم أن الأولوية لتنمية الوعي، وأبرزه الوعي الذاتي الذي هو الأصل والمقدمة اللازمة للبناء الذاتي والتطوير، وهو الأصل للتثقيف في معادلة التعبئة التنظيمية وصولًا للثبات الشخصي والجماعي ومتانة المرجعية وفتح الذهن نحو تقبل الأفكار ومعالجتها؟ وعليه يتم امتلاك المنهجية والمرجعية.
نحن نعتقد أن معادلة ثلاثية ]التوعية والتثقيف والتدريب[ هي المعادلة الصالحة للسير في اتجاه البناء الداخلي في ذات الشخص وفي أي تنظيم سياسي وخاصة السياسي الثوري صاحب القضية الكبرى القضية المركزية القضية الأساسية التي تمثل عامل التماسك وعامل الجذب بين مختلف المكونات التنظيمية أو الفكرية، البنائية والهيكلية.
تمثل الوعي بالاستيعاب وبناء الوعي أولوية، ومنه تنشأ الحاجة وينشأ الحافز وتظهر جوانب الشخصية[3] القادرة على الانتقال لمرحلة التثقيف الذاتي حتى لو قصّر المجموع (البلد،التنظيم أوالجماعة أوالإطار..) في ذلك وفي ذات الوقت فإن عملية بناء الذات عبر الوعي هي آلية يتم استخدامها لتنمية الطاقات الكامنة-الموجودة لدينا جميعًا ولكنها غير محفّزة- لدي كل منا وتسليط الضوء على مالا نكون ندركه أو أهملناه في خضمّ الحياة فتنشأ بالتوعية (الذاتية أو عبر التدريب من قبل مختصين ما يشعل الحافز الخارجي) وبناء الوعي، وعينا الذاتي والجماعي لننشأ قادرين على التفكيروامتلاك المنهج وعلى التعلم وعلى التطوير كلّه في مسار العملية التربوية والتثقيفية.
في الجامعات المختلفة يتعلم الطلاب كيف يفكرون أو (تعلم كيف تتعلم)، ويتعلمون المهارات الليّنة اللازمة لكل مسارات الحياة بأولوية تسبق المهارات الصلبة (التخصصات التي يدرسونها) لأن الأولى حياة، والثانية تخصّص يخدم الحياة.
وفي ذات الوقت نستطيع بمثل هذاالوعي المتشكل أن نمتلك المنهج الفكري، والقاعدة اوالمرجعية النضالية المتينة. وعبر أن نمتن بالقراءات العميقة هذه المرجعية الفكرية وننهض بالعمل ذو الديمومة الى الأمام لنتصدى لأي مهمة أو أي مشكلة تواجهنا، أو لحل أي معضلة تصادفنا فنكون أعضاء فعّالين في حقلنا الذاتي والجماعي النضالي/الجهادي أي كان.
معادلتنا السهلة الصعبة للكادر (الإطارات الحركية بالمصطلح العربي المغاربي) للأعضاء في أي تنظيم سياسي، وخاصة الثوري النضالي تبدأ بالذات حيث تحرير الانسان مرتبط بتحرير الأرض كما رفعت ثورتنا العربية الفلسطينية الشعار وأصابت به.
دعني أصور الأمر بمعادلة سهلة لأقول أن
معادلة: وعي+تثقيف+تدريب=الشخصية الواعية المناضلة.
والوعي (الذاتي) له قاعدة وله نواتج وعليه فإن
قاعدة الوعي=تبني الخلفية الفكرية/المرجعية، وتؤسس المنهج، وتمتنها فتصبح جبل الاستناد+تشكل حافزالدفع والتأثير بالذات والآخرين، ونحو التثقيف والعمل المتواصل.
أما نواتج الوعي= اكتساب آليات التعلم والتفكير والمهارات، والقيم اللازمة لدفع العربة الى الأمام+ممارسة التثقيف الذاتي والبناء المعرفي، وتحقيق الانجازات.
وفي كل هذا وفي كل المراحل لابديل عن الإيمان، ولا بديل عن المِران والتدريب المتواصل. (أنظر الشكل المرفق)
وصدق المفكر د.علي شريعتي حينما أولى الحرث في حقل الذات اهتمامه، كما صدق المفكر مالك بن نبي حينما رأي في شروط النهضة الانسان، وصدق المفكر خالد الحسن حينما تجوّل بين المناهج ليضع أصبعه على منهج التفكير السياسي الواقعي، وأصاب فتح الله كولن في الجهاد الداخلي والخارجي في الذات، وأجاب المفكر المغربي المهدي المنجرة (عالم الاجتماع والمستقبليات) على المطلوب من الحاكم والسياسي تجاه أبناء الأمة حينما قال أنه يجب: (محاربة الأمية وتعميم التعليم باللغة الوطنية لبناء إنسان عربي مثقف من المهد إلى اللحد، قادر على مواكبة المعرفة والمستجدات التقانية، وذلك بتخصيص نسبة مهمة من الناتج الوطني الإجمالي للبحث العلمي، الذي لا يمكن أن ينتعش إلا بتوفير جو من الحرية لأصحاب المواهب العلمية والتقنية لأجل الإبداع والعطاء) ضمن احترام الخصوصية الثقافية لأمتنا، وليس استنساخ الفرانكوفونية أو الانجلوساكسونية.
في آلية بناء الذات من الشخص ذاته، أو من الجهة الراعية (البلد، أوالتنظيم، أو اللجنة المختصة، أوالمؤسسة…) حثّ وتحفيز على تفعيل غير المفعل، وتعظيم ما كان مغفلًا، وتقوية مسارات الدفع الذاتي للأمام، فيتحول العضو في المجتمع أوفي التنظيم السياسي خاصة الى شخصية مؤمنة، واعية مناضلة مفكرة باحثة دومًا عن الحقيقة وبالعمل دون كلل نحقق النصر القادم بإذن الله، ولا يتم التوقف عند معضلة التثقيف أولًا أم بناء الذاتي أو تنميتها أولًا.
ثانيًا: بناء الشخصية النضالية
الشخصية النضالية تؤثر بالآخرين وتطور ذاتها[4] وفي سياق التأثير فإن عملية التأثير والجذب للآخرين، واستقطابهم أو كسبهم لصفك هي عملية متواصلة ومثابرة بخطوة يتلوها خطوات تحتاج لقدرات ومهارات خاصة لدى الطرف القائم بعملية الاستقطاب والجذب للآخرين.
وتستدعي بناء الموقف أو الحدث بطريقة محددة وجاذبية، كما الحال مع الطرف المقصود بالاستقطاب (المستقطَب-بفتح الطاء) من حيث فهمه واستمالته وطريقة العرض في الموقف أوالمواقف ومن هنا فإن المطلوب أولا هو (أنا) أي الشخصية المؤثرة أو الجاذبة او المستقطِبة للآخرين من حيث تحصيني بالفهم والوعي لشخصيتي وذاتي وعليه فأنا أحتاج للتالي في إطار
بناء شخصيتي بهذا الاتجاه
1-فهم شخصيتي بشكل عام، ومكامن القوة والضعف لدي، وضرورة تطويرها
2-العمل على تطوير ذاتي دومًا بالقراءة العميقة لاكتسب من المعارف والثقافة (في القضية والمسيرة والثورة والحركة والسياسة والمستقبل) والمنهج الفكري والقدرة الإقناعية وفن الحديث الكثير، إضافة لاستفادتي من تجارب الآخرين.
3- هناك من القدرات الشخصية والمهارات اللينة ما يجب علي اتقانها (مثل التخطيط والتنظيم والتحليل وحل الإشكالات، والإدارة، والتفهم، والقدرة على فهم الآخرين، والانصات، والابتسامة والثناء، والقدرة على جذب الآخرين…) ما يجب أن أتعلمه وأتقنه.
4-لامناص من أن أتحلى بالأخلاق والقيم الكثيرة التي هي جزء من حضارتنا العربية الاسلامية-المسيحية المشرقية المتميزة، وأن أكون قدوة للآخرين بالمحبة والصبر والعطاء والتفهم والشجاعة والمساعدة وال….الخ.
5-الأيمان بالله سبحانه وتعالى، والإيمان بالقضية وفلسطين وأيضا بمتلازمتي النصر والتضحية كما تعلمنا بحركة فتح، حيث لا بديل عنها إضافة لتنقية الذات روحانيًا، وبناء الشخصية بثقة وقدرة بالسياقات النفسية المتعددة.
أما بالنسبة للطرف الآخر أو الشخص (الأشخاص) المقصود فمن المطلوب
-البحث والتقصي حوله لضمان السلامة العامة (من حيث النفسية، ومن حيث العائلة والأصدقاء…)
-فهم شخصيته، ودوافعه والتأثيرات عليه الداخلية والخارجية
-تصنيفه ضمن تصنيف الشخصيات، وتصنيفه من حيث السهولة والصعوبة بالتعامل، ومن حيث ملاءمة من يتواصل معه.
-وضع خطة او استراتيجية استقطاب وجذب للتعامل معه.
استراتيجية التعامل مع الحدث أو الموقف
في استراتيجيات التعامل مع الشخص المقابل (المقصود التأثير عليه، أو استقطابه أو اقناعه أوجذبه) وضمن الموقف المحدد فإنه يشار دومًا لتحتفظ بجاذبيتك وتأثيرك وبالتالي قدرتك على استقطاب الآخرين تحقيق التالي[5]
أولا، الشخص الجذاب يساعد الآخرين
ثانيا، الابتسام
ثالثا، التركيز على الاستماع للآخرين أكثر والبحث عن الخير في أي شخص
وفي سياق آخر يذكر سبع طرق مثبتة علميا لجذب انتباه الآخرين؟
1- التلقائية دون تصنع، وخاطب الشخص باسمه المحبب
2- اتقان الحديث المشوق، وعبر تكراره
3- قم بالأمور بطريقة مختلفة
4- دعهم يشعرون أن رفقتك ممتعة
5- السمعة الطيبة
6- الغموض، بألا تكون منفتحًا كليًا
7- قدّر الآخرين وامدحهم
وأيضًا في الشخصية برأيي فنحن ننظر للجاذبية الشخصية من خلال المعادلة الثلاثية التي تقول: بحُسن الخلق والمسلك، والأناقة (حُسن المظهر)، والثقافة الواسعة.
اما بالنسبة للحدث أو الموقف المطلوب مع الطرف القابل للاستقطاب (خلال مقابلة ثنائية أوبالفصل أو ضمن مهرجان، أو عند الأصدقاء، أو بدعوة على الغداء، أو بالبيت، أو في ممرات الكلية أو الجامعة، أو في ندوة….الخ) فيجب التعامل معه، أي مع الموقف بتخطيط مسبق وإعداد مثابر لا يترك أي نقطة للحظ.
بل يجب التفكر بالبدائل وخيارات الجذب والتعامل مسبقًا، وما الذي يقتضي فعله معه من استراتيجيات الاستقطاب المختلفة بالاستمالة العاطفية أوالاقناع العقلاني أو بالنموذج أو بمخاطبة الاحتياجات أو باستثارة النخوة والعطاء الوطني، أو باستخدام عوامل خارجية بالموقف، فالهدف هو جذب الشخص واستمالته حيث التأثير عبر الكلمة أوالسلوك ضمن الموقف قد يؤدي لاستقطابه ضمن مراحل الانخراط بالعمل الحركي سواء الأولى أو المحدود او النشط.
*نظرية نجمة بابل في سياق الاستنهاض الذاتي والجماعي وبناء أو تنمية الشخصية ومكوناتها الستة ضرورية في إطار البناء للشخصية عامة كما بالشكل المرفق. (أما لماذا نجمة بابل السداسية فللتذكير أن النجمة السداسية هي نجمة بابل التي تشير للخصب والذكر والأنثى، التي سرقت لاحقا من قبل الصهاينة ليسموها نجمة داوود، كما الحال مع سرقة فلسطين وثقافتنا العربية الفلسطينية المتميزة)
ثالثًا: الشخصية الملهمة (الكاريزمية)
الكاريزما: أو المغناطيسية الشخصية (الإلهام والجذب)
هي حضور يثيرنا.
إنها تنبع من خاصية داخلية – الثقة بالنفس[6]
طاقة جسدية
إحساس بالغاية والتصميم[7]
الرضا والاطمئنان ـ يفتقر إليها ويريدها معظم الناس.
هذه الخاصية تشع للخارج
وتتخلل إيماءات القياديين (الكاريزماتيين)، مما يجعلها تبدو استثنائية وخارقة للمألوف
وتجعلنا نتخيل أن لديهم إمكانات ومواهب أكثر مما يبدو للعيان: فهم قديسون، ونجوم.
يمكن للكاريزماتيين أن يتعلموا إبراز مغناطيسيتهم من خلال التحديق الثاقب والخطابة النارية وسيماء من الغموض.
هم يستطيعون الإغواء والجذب على نطاق واسع. (كتاب فن الإغواء-روبرت غرين)
الجذاب او الكاريزمي أو الملهم من خصائصه إيمانهم بأنفسهم، وثقتهم غير الاعتيادية، ويمتلكون سلاسة باللغة، وجسارتهم أو صفاءهم، إنهم يشعون الى الخارج بشكل غامض، مقعم بالحياة والطاقة والرغبة والتيقظ.
لتجذبهم يجب أن يكون لديك أو يظهر أن لديك قصد وغاية، وقصد وتصميم، وثقة بالنفس طاغية.
الاقناع في إطار الشخصية[8]
| العبارات السحرية الثلاث للجذب والتأثير للآخرين | ||
| كيف يمكنني مساعدتك؟
|
How can I help you | (قصة فتاة الاستعلامات في السويد وتقديمها المساعدة بابتسامة وبلا كلل لمدة 30 دقيقة) |
| ما رأيك؟ | What is your opinion | (نموذج أبوماهر غنيم[9]، ونموذج ماريوت[10]) |
| شكرًا أو عظيم او أحسنت (كلمات الثناء الودودة الصادقة) | Thank you , great, good | (نموذج صلاح خلف[11]) |
يقول لك معظم المفكرين والكتاب وعلماء النفس أنه عليك التعلم والتدرب بالنقاط العشر التالية كمقومات للتأثير والجذب (وبالتالي الاقناع)[12] وهي بلا تفصيل كالتالي[13]:
1) المصداقية تُصنع والاحترام يُكتسب والثقة تبنى، والاخلاق لا تتجزأ
2) الكلمة كالرصاصة فلا تطلقها إلا لتصيب الهدف.
3) ما ترفضه القلوب لا يقبله العقل بسهولة.
4) الابتسامة والايماءة والمصافحة أقوى من الكلام.
5) لا تقل الا حقاً ، فالكلام المرسل حجة عليك.
6) اصنع مناخك: بتخير المكان والزمان والموقف والمضمون، والتكرار الحميد.
7) أحسن الانصات[14]
8) اقرأ بلا انقطاع، وتعلم بإقبال
9) دع ما لا تعرف، وتعلمه لاحقا، وانقل الحوار لمساحة تأثيرك.
10) ايمانك بما تقول، وحبّك لما تفعل حافز وطاقة تنتقل منك للآخرين حتما.
الشخصية المفكرة
1-يقرأ ويتمعن ويتفكر: يقول الإمام الشافعي استعينوا على الكلام بالصمت، وعلى الاستنباط بالفكر، وثمرة الفكر هي العلم واستجلاب معرفة ليست حاصلة الحديث تفكر ساعة خير من عبادة سنة
2-خطواته مدروسة ومحسوبة
يقول صن تزو في فن الحرب: فإحراز مئة إنتصار في مئة معركة ليس هو الأفضل، بل إن إخضاع العدو بدون قتال هو أفضل ما يكون»، أما في حال عدم إمكان الوصول الى تلك النتيجة وبالوسائل المتوافرة، فعندها يتم اللجوء الى القوة المسلحة لتحقيق النصر، ولكن وفق الشروط الآتية:
إختصار فترة الحرب
تخفيف الآلام والخسائر البشرية.
تكبيد العدو أقل خسائر ممكنة.
3-يبدع بالافكار الجديدة ويقبل النقد
4-يقدم بشجاعة ويتراجع حيث وجب-خالد بن الوليد
5-يلم بالظروف الذاتية والموضوعية
6-يرى المستقبل/يحلل يربط يستنتج /هاني الحسن
الدماغ الفلسطيني
| السياسي الوطني المتغير | العقدي الوطني الثابت | ||
| الوعي | 1 | أرض فلسطين لنا، والشعب العربي الفلسطيني من الأزل الى الأبد | 1 |
| الأهداف (قابلة للتحقيق بزمن) | 2 | إرادة النضال والثبات والاستمرارية | 2 |
| الوسائل | 3 | الاحتلال هو التناقض الرئيس | 3 |
| القدرات/الامكانيات (نحن/هم) | 4 | الإيمان بالله، وبالنصر مهما طال الزمن | 4 |
| المعسكرات (تحالف/تناقض) | 5 | الوحدة مطلوبة والاختلاف مقبول: بلا تخوين أو تكفير أوتقبيح. | 5 |
| الزمن والمكان المناسب في الظرف الموائم/القيادة | 6 | ||
أكاديمية فتح الفكرية على تلغرام https://t.me/fatahacad
[1] استند بناء المحاضرة على كتاب الشخصية (بناء الشخصية بين روح الحكمة والعاصفة) الصادر في عام 2022م. للكاتب بكر أبوبكر ومضامين من مقالات ومحاضرات أخرى له.
[2] الوعي هو الحالة العقليّة التي يتم من خلالها إدراك الواقع والحقائق الّتي تجري من حولنا، وذلك عن طريق اتّصال الإنسان مع المحيط، وفي قواميس اللغة العربية وَعَيْتُ العِلْمَ أعِيهِ وَعْياً، ووعَى الشيء والحديث يَعِيه وَعْياً وأَوْعاه: حَفِظَه وفَهِمَه وقَبِلَه، فهو واعٍ، وفلان أَوْعَى من فلان أَي أَحْفَظُ وأَفْهَمُ.
[3] الشخصية هي (مجموع خصائص الشخص النفسية والجسمية التي تجعل منه ذلك الشخص بالذات دون غيره)، وهي تشمل الأنماط السلوكية ونسبة الذكاء والمقدرة على التكيف، ومواجهة الأزمات في المواقف الجديدة بواقعية ووضوح بالإضافة إلى القيم الدينية والخلقية. فالشخصية هي نتاج تفاعل هذه المكونات مجتمعة.
[4] أنظر ياسر عرفات الشاب الذي بنى نفسه بنفسه بالثقافة حيث بنى مكتبة في بيته عبر الإعارة والقراءة لشبيبة الحي بالقاهرة، وانخرط بالعمل وحيث مارس بعد تعلمه فن الحديث الجماهيري بالثانوية، ثم بقدرته على بناء العلاقات مع كافة الأحزاب بالجامعة، وخدمة الطلاب كسلاح جاذبية لم يفارقه حتى استشهاده، وانضمامه للتدريب مبكرًا بالجيش المصري، وقدرته في مهرجان الشباب العالمي في وارسو (1955م) على ترك الملذات والترفيه ليصول ويجول بين الوفود متحدثًا عن فلسطين…الخ.
[5] لمراجعة ملف أكاديمية فتح الفكرية المعنون: دورة ومحاضرات: الجاذبية والكاريزما، والسحر الآسر بين الفهم والاكتشاف.
[6] يقول ستيف جوبز مخترع التفاحة أجهزة Apple: اختر الأذكياء ليقوموا بأعمالهم، وهو من كان يبدع مع موظفيه بأن يطلب منهم التفكير بإطلاق 10 أفكار وعندما يتفقون عليها يختار 3 للعمل عليها.
[7] 1-رفض المفكر الكبير خالد الحسن (عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس اللجنة السياسية في م ت ف) الانسحاب أمام الإسرائيليين في أحد المؤتمرات (حيث كانت عادة الوفود العربية آنذاك بالسبعينيات والثمانينيات من القرن 20) وأصر على طرح الفكرة والمناظرة فانسحب الإسرائيلي. 2-وهو القائل نحن من يصنع مصطلحاته حيث رفض تعريف اليسار واليمين حسب الاشتراكيين، مما كان يزعجنا باعتبارنا مصنفيين عندهم رجعيين! وليس تقدميين من اليسار بالطبع! فقال لنا قولوا وردّدوا معي: اللهم اجعلنا من اهل اليسار بالدنيا ومن أهل اليمين بالآخرة. ففوجئنا حتى عرفنا المعنى، أي كانت عبارته بمعنى اليُسر بالدنيا بالتعامل والمال، والتواصل الإنساني الحسن اليسير السهل، واليمين بالآخرة حيث الجنة، إشارة للآية { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22)-الحاقة. و3-هو من كان يحوّل السؤال الى سؤال بالمقابل أساسي ويتخذه محطة للرد بطريقته التدريجية بالرد العقلاني. وكان أسلوبه بالرد على المعارضين هو احتضان الهجوم/إعادة الأمر للثوابت والمتغيرات والقواعد/الاستنتاجات.
[8] في المضاهاة الاجتماعية أنظر ملابس صلاح خلف وخليل الوزير كمثال على التواضع والمشابهة أوالمضاهاة مع الناس ومع ملابس الثورات السابقة (الصين، فيتنام،…). وأنظر حاليًا نموذج محمود العالول وكلامه الشعبي. وفي التقمص العاطفي حيث البكاء مخالف الغضب من سمات شخصية ياسر عرفات.
[9] أبوماهر غنيم عضو مركزية فتح مسؤول التنظيم كان يسمع جيدًا ويتيح المجال للجميع للحديث ويحترم ما يقولونه، وهو ممن استخدموا عبارة ما رأيك للحث على الحديث وطرح الرأي فكان مقربًا من قلب الجميع.
[10] فوجيء ماريوت (صاحب الفنادق الشهيرة) أن والده صديق وزير الزراعة والرئيس الامريكي قد انبهر برد فعل الرئيس عندما سأل وزير الزراعة الرئيس حول أمر (هل نذهب لصيد السمان أم نجلس في الدفء) فقال له الرئيس: ما رأيك؟ ما جعل العبارة استراتيجيته مع موظفيه في مؤسسته الفندقية.
[11] نموذج صلاح خلف بالثناء والشكر للمتحدثين كان يخص به المتحدث ويحفزه للمزيد بالشكر والثناء.
[12] هناك 12 شريطًا هامة للاطلاع عليها في فن الاقناع هي: 1. اثناعشر رجلا غاضبون 1957،
- سوشيال نت ورك 2010 ، 3. السيد سميث يذهب إلى واشنطن 1939
- ورث الريح 1960 ، 5. عدد قليل من الرجال الطيبين 1992
- شكرا على التدخين 2005 ، 7. استهلال 2010
- محامي الشيطان 1997 ، 9. غلينغاري غلين روس 1992
- الديكتاتور 1940
[13] من ورقة لبكر أبوبكر بعنوان: الجاذبية والتأثير وفن الاقناع.
[14] في لقاء لي حديث عام 2022 م ضمن ندوة للأخ محمود عباس أبومازن تحدث مطولا عن الحركة الصهيونية، وكان للحق مبدعًا. ثم عرّج على بعض مراحل الثورة الفلسطينية في ذكر حادثة ضمن معلوماتي غير صحيحة فانتظرت الى أن أنهى الحديث وعاد من الاستراحة فواجهته بالواقعة مستندًا لأصحابها (المراجع والمصادر) ممن أصبحوا خارج الصف اليوم. فأنصت مطولًا رغم أن الحضور كان يستحثه ويستحثني على الانتهاء ليبدوءا الشطر الثاني من الجلسة. والى ذلك شكرني وأخذ الورقة الموثقة التي قدمتها له. وفي حادثة أخرى كان المقرر أن يكون اللقاء 5 دقائق وهو منصت فلما رآه مما يثير استحثني المواصلة، فاستكملته حتى الساعة.
