15 طريقة للتعامل مع الأشخاص غير النزيهين
الكذب، في أبسط مستوياته، هو فعلٌ مضللٌ أو كذب يتم إجراؤه بنيّة واعية للخداع. أكثر من ذلك، فهو يقوّض بشكل خطير سعادتنا وعلاقاتنا الاجتماعية والسياسية والتنظيمية…الخ، ويجعل من الصعب التركيزعلى نزاهتنا ومصداقيتنا والأشياء التي تهمنا بالفعل في هذه الحياة. وللكذب أصناف كما يقول الكاتب “أي بي جونسون”، ويذكر من أصنافه: الكذبُ القهري، والكذب المرضي، الكذب الطائش (المستهتر)،الكذب الأبيض، والكذب الاعتلالي (السوسيوباثي). ويذكر أيضًا علامات تشير إلى أن شخصًا ما قد يكون كاذبًا كالتالي:
1-الشعور بالغموض والإبهام: عندما يكذب شخص ما، عادة ما يكون ذو إبهام في التفاصيل – ومنه يرفض الالتزام بمواعيد أو أسماء أو أحداث أخرى محددة قد تكشف عن حيلته.
2-شظايا الجملة: بعض الكذابين سلسون ، لكن البعض الآخر أقل وعياً. سيجد الكثيرون أنفسهم، عندما يقعون في كذبة، يتعثرون في تفاصيل مثل التواريخ والأسماء وما إلى ذلك ويجدون أنفسهم يتجولون في أجزاء من الجمل التي لا تتطابق تمامًا (مثل أكاذيبهم).
3-سلوكيات الاستمالة والاستدراج: وهي تقنية بسيطة تهدف إلى جعل الضحية تنظر في الاتجاه الآخر أو تشتت انتباهها في خضم مواجهة الكذب
4-لعبة تكرار السؤال:من أكثر العلامات الدالة على أن شخصًا ما يكذب عليك هو تكرارالاستفهام. فعندما يتم القبض على شخص ما وهو يخادع، أو يقول شيئًا غير صحيح، فغالبًا ما يكرر أي أسئلة يواجهها هو، ويحاول – عادةً بلا جدوى – صرف النظر عن الاتهامات التي يتم توجيهها والحقيقة التي يواجهونها.
وتأتي الكاتبة “جيني أسيموس”[1] لتعرض ما استطبنا نقله للحقيقة، ولا يعود الفضل فيه لنا بل الى صديقنا د.إبراهيم العربي الذي أرشدنا للكاتبة فاقبسنا منها التالي:
تجيب على السؤال ماذا يجب أن تفعل إذا اكتشفت أن شخصًا ما –زميل/ة في العمل ، أو زميل/ة في الغرفة، أو على وجه الخصوص أحد أفراد أسرتك – كان غير أمين معك؟ لتقول: أبدأ هنا:
1-قاوم الرغبة في تركه ينزلق. تجاهُل السلوك المنحرف لن يؤدي إلا إلى استمرار الأنماط غير الصحية. الصمت لن يجعلك تحترم نفسك ولن يفعل أي شيء لمساعدة الشخص المخادع.
2-قدّر حجم التأثير. اسأل نفسك كيف أثّر السلوك غير النزيه عليك. كل “معاملة” خادعة تكلفك شيئًا ما. حدّده؟
3- تأمل في نهجك الأكثر حكمة. قبل أن تتصرف، خذ نفسًا عميقًا، وفكّر في خياراتك. قد تؤدي الاستجابة السريعة إلى تأجيج الموقف الساخن بالفعل.
4-معالجة السلوك ذاته. من الأفضل الاستمرار في التركيز على الإجراءات – ما تم القيام به وكيف أثّر ذلك عليك. أما توجيه الاتهام، حتى لو كان مستحقًا، سيضع الشخص في موقف دفاعي، ويخنق أي محادثة بناءة.
5- اطرح أسئلة مباشرة. إذا كنت تشك في أن شخصًا ما قد كذب عليك أو تلاعب، فتذكر أنه يحق لك معرفة الحقيقة. لا تتنازل عن الموضوع حتى تكون راضيًا عن الإجابات.
6-رفض “التبسيط”. يحاول بعض الأشخاص تبسيط أو التقليل من شان السلوك غير النزيه إلى الحد الأدنى من خلال محاولة اعتباره كذبة بيضاء صغيرة أو كذبة تافهة!؟ أو الإصرار على أنها ليست مشكلة كبيرة. تعتبر الأفعال الخادعة أمرًا مهمًا ويجب عدم تجاهله.
7-تحديد ما إذا كان الشخص على استعداد للاعتراف (والاعتذار). عند المواجهة، يحاول الكثير من الناس التستر علي الكذبة بكذبة أخرى، ثم أخرى. لكن لا يمكن استعادة الثقة التالفة إلا عندما يتحمل الشخص المسؤولية عن أفعاله.
8- احصل على رأيٍ ثانٍ. أولئك الذين يتاجرون في الأكاذيب هم أسياد التوجيه الخاطئ والفهم الخاطئ (فنانون في المراوغة وتحقيق الفهم الخاطيء)، مما يتركك في حيرة من أمرك. اطلب من صديق أو مستشار موثوق به، التحقق من الواقع حتى تتمكن من فصل الأكاذيب عن الحقيقة.
9- احترم حدسك وفطرتك (غرائزك). امنح نفسك الإذن للرد بالطريقة التي تشعر أنها الأفضل. إذا كانت لديك شكوك ومخاوف بشأن مصداقية شخص ما، فاستمع جيدًا إلى ما يخبرك به قلبك وعقلك.
10-ارفض أن تكون كبش الفداء. سيحاول الأشخاص غير النزيهين أحيانًا قلب الطاولة وجعلك الشخص الذي يعاني المشكلة ، قائلين إنك تبالغ في رد فعلك وتقرأ الأشياء بشكل تهويلي. لا تتساوق مع هذا النوع من التلاعب.
11- اجعل حدودك واضحة وتمسك بها. أفضل طريقة لتجنب المشاكل المستقبلية هي أن تكون مباشرًا وصريحًا بشأن توقعاتك.
12- افهم أن الكذب لا يحدث عادة لمرة واحدة. في كثير من الأحيان، فإن الشخص الذي يخدعك مرة سيخدعك مرة أخرى.
13- لا تتورط (شخصيًا). هذا يعني أن تكون متورطًا بشكل مفرط أو مسؤولاً بشكل مفرط عن الشخص الآخر. قد تميل إلى محاولة “إصلاح” الموقف. لكن عليك الفهم أنه يمكنك فقط التحكم في أفعالك.
14-قل لنفسك الحقيقة. أحيانًا تكون أفضل طريقة للتعامل مع شخص غير أمين هي التأكد من أنك صادق وأمين تمامًا. حتى إذا كان الشخص الآخر لا يعرف أو يهتم بتفانيك في الصدق ، فستعرف وستفتخر بنزاهتك.
15- إذا فشل كل شيء آخر، ابعد نفسك عن المخادع. إذ عندما تدرك أن الشخص الآخر ليس على استعداد للتجاوب معك مباشرة ولن يتحمل المسؤولية ، فهناك فرصة ضئيلة لاستعادة الثقة. لذا ابتعد. إذا كان هذا يعني إنهاء علاقة ما، فليكن -هناك الكثير من الأشخاص الجيدين والصادقين في العالم أفضل من أن ترتبط مع شخص غير أمين معك.
نشكر الكاتبين الذين استعنا بعلمهم ولم يكن لنا من فضل الا عرض آرائهم لما لا من أهمية في مجال عملنا في التنظيم السياسي والاجتماعي وفي فرق العمل بل وفي علاقاتنا الحياتية عامة.
لكن دعني أضيف هنا ومن مجال التجربة العميقة وخاصة في المجال السياسي والتنظيمي أن التعامل مع الكاذبين أو غير النزيهين قد يستغرق كشفه عدة تجارب تخوضها معهم، فإما ينجح بها الشخص وإما يفشل. وضمن قاعدة “لايلدغ المؤمن من جحر مرتين” وعليه فحين استقرار النظر أنه كاذب أوغير نزيه أو غير أمين يأتي منك قياس المنافع والمخاسر في المواجهة أوالتجاوز، أوالدخول في معترك التعامل بخفة ودون أية أضرار جانبية.
بمعنى آخر أن طريقة التعامل قد تختلف من شخص لآخر، وبحسب عوامل عديدة منها مقدار القرب أو البعد من جهة وطبيعة المخاسر وحجمها، أو المرابح ثانيا، إضافة الى تدخل العوامل النفسية في ذلك فلا تستطيع المقارنة (قص ولصق) من حالة الى حالة. فالشخصيات متعددة ومتنافرة ولك حُسن التفهم أو التعامل برقة أو شدة أو إدارة الظهر والنبذ، أو غير ذلك مع عدم تكرار التعامل مع الشخص بذات المواضيع التي ثبت عدم نزاهته فيها حين القرار بالفرار منه.
#بكر_أبوبكر
#فلسطين_لنا
[1] مترجمًا عن “جيني أسيموس”، منشور عام 2015 بعنوان: 15 WAYS TO DEAL WITH DISHONEST PEOPLE على موقع eharmony