هوامش مؤتمر فتح (وبكر أبوبكر) كما يكتب حافظ البرغوثي
قلت لرجلي اعمال اشتهرا بالبذل والعطاء للقضية المقدسة وحشد الدعم المعنوي والمالي للحركة، احدهما اغاث اللاجئين الفلسطينيين الهاربين الى اوروبا بقدر طاقته والآخر ما زال حسابه جاريا في دعم مشاريع خيرية وتنموية في البلاد واهدى فتح قناة فضائية وما زال يصرف عليها ولم يتربع على شاشتها قط بل استحوذ مرشحون غيره عليها قلت: يا اخوتي ان الناس مع من هو أمامهم فقلة يعرفونكم لأنكم لا ” تطنطنون” بما فعلتم ولا تعرف يدكم اليسرى ما تفعله اليمنى وعيب علينا ألا تفوزوا ! لكنهم كأبناء حركة لم يجدوا غضاضة في خوض المنافسة الشريفة في المؤتمر السابع لأنهم من الجيل الذي تربى على السرية والفداء وهدفهم إغناء التجربة الديمقراطية وملامسة موقع يكون اكثر اطلاعا على المشهد ما يتيح لهم العمل اكثر ورفد الحركة بأفكار خلاقة تدفعها الى الامام لا تثبط من عزيمتها وتبقيها عرضة للتقلبات وردود الفعل بدل المبادرة والفعل .
لم يحالفهما الحظ فلم يولولا كمدا ولم يلعنا احدا وتقبلا النتيجة بروح رحبة فمن لا يعرفك يجهلك ولن يصوت لك ، كما انهما عملا خارج التكتلات وكان بوسعهما ان ينسجا اكبر تكتل مثلما فعل غيرهما الذين بدأوا نشاطهم للمؤتمر منذ اكثر من سنة وليس منذ اسابيع . هناك السياسي الذي يعرف كيف يجهز نفسه بالأنصار والأتباع ويروج نفسه بقوة ويستخدم كل الأساليب المتاحة لأن حياته السياسية في الميزان، وهناك المثقف ورجل الاعمال ورجل النضال العاشق للحركة الذي يخوض المنافسة دون اسلحة بيضاء او حمراء او سوداء فلا يداهن ولا ينافق ولا يهبط الى التربيطات والتكتلات ولا يوجه احدا ضد احد فهو نظيف يخوض المعركة بنظافة الفرسان الشجعان. وعندما لا يفوز فان الحركة هي التي تخسر ليس لأنه يكف عن العطاء والعمل بل عمله يزيد لكن وجوده يثري الحركة فكرا وعملا ويضفي عليها مسحة من التعددية النضالية والفكرية. بقي ان نشير الى وجوب منع السفراء والمحافظين من الترشح لأنهم يمثلون الدولة في مناصبهم اي الجمع الفلسطيني وليس حزبا الا اذا استقالوا فمن يمثل الرئيس يجب ان يكون محايدا الى ان يستقيل.
قال لي احدهم ان صديقك بكر ابو بكر لم يحالفه الحظ فقلت ان بكر مفكر ومناضل منذ ان كان ناشطا طلابيا في الكويت يناضل لحماية اتحاد الطلبة من الانقسام وامامه خالد مشعل الذي كان يؤسس لرابطة طلابية منافسة لجماعة الاخوان المسلمين فليس ذنبه ان مشعل صار زعيما ونحن نضن عليه بمقعد في المركزية مع انه الوحيد الذي ينظر ويدرب ويلقي محاضرات فكرية في الكادر من الشبان ، فحاله مثل الشهيد القائد خالد الحسن المؤسس في فتح والمفكر والمنظر فيها وكان منظرنا في الكويت وكان مهمشا شعبيا لفكره الذي كان فوق مستوى العقل السائد. فالفوز من عدمه لا يعبر عن وضع المرشح بقدر ما يعبر عن مزاج الناخب وضميره ومستواه الفكري .
View on Path