دخل الحسن بن قحطبة على أبي حنيفة فقال: أنا ممن عمل عملا لا يجل (عمل مشين كبير)، فهل من توبة؟ قال: نعم.
قال: ما هي؟ قال: أن يعلم الله منك نية صادقة أنك نادم على ما فعلت، وأخرى إن خيرت بين أن تُقتل مسلما أو تعمل (أي ألاتعود لما فعلت ولو كان الثمن موتك) اخترت قتلك على عمله، وتجعل لله على نفسك عهدا ألا تعود في شيء مما كنت فيه؛ فإن وفيت قبلت توبتك إن شاء الله. قال: قد فعلت وعاهدت الله أني لا أعود. قال: فدعاه أبو جعفر(الخليفة المنصور) وأمره بالسير (ليقتل رجلين) فجاء إلى أبي حنيفة فقال: إني أمرت بكذا وكذا، قال: أما إنك إن وفيت غفر لك ما مضى وإن عدت أخذت بما مضى وبما يستأنف. فدخل إلى أبي جعفر وتهيأ للقتل (ان يقتله ابوجعفر)، واستعفاه (رفض الامر)، واعتل عليه، فلم يقبل منه. فقال: لست أقتل هذين الرجلين، وحسبي ما مضى. قال: فغضب أبو جعفر، فوثب أخوه حميد بن قحطبة عليه وقال: يا أمير المؤمنين، إنا قد أنكرناه منذ سنة، وقلنا قد اختلط(يعني اخوه مريض نفسيا)، وأنا أسير(يقوم بالقتل). فسار حميد وقال أبو جعفر: تعاهدوا الحسن وانظروا إلى من يدخل، ومن يجالس، ومن الذي يفسد هذا الرجل علينا. فأخبروه أنه يدخل على أبي حنيفة ويجالسه، فدعا بسم وسقى أبا حنيفة وسقى الحسن، فمات أبو حنيفة رحمه الله، وعولج الحسن فبرأ-التذكرة الحمدونية
View on Path