تعجب شيخ الصابئة (اقلية دينية في العراق) من صلاة القاضي ابوبكر بن قريعة وأوضح له قائلا: أعجب من القاضي وهو يرفع يديه حتى يعلو رأسه ثم يحط جبهته الأرض حتى كأنه يحفر بها، فاستشعرت أنه بمثابة من يبتغي طلبته من موضعين متنافيين، وكان عندي أني قد قطعته. فقال: وما ذاك يا شيخ الصابئة بعجيب، وإن له من الصواب لأوفر نصيب. فقلت: وكيف ذاك؟ فقال: لأنا نشير بأيدينا إلى مطالع رغبتنا رافعين، قال الله تعالى: وفي السماء رزقكم وما توعدون. ونخفض جباهنا إلى مصارع أجسامنا خاضعين، قال الله وهو أصدق القائلين: منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى فنحن نستنزل بالأولى لطيف الأرزاق، ونستدفع بالأخرى عنيف الإرهاق، والله كريم. ودمعت عيناه فأبكاني، وعظم في عيني. فدخلت على الوزير وأعدت عليه ذلك، فعجب منه وقال: هو واحد زمانه.
التذكرة الحمدونية
View on Path