عندما نصحّح تاريخ فلسطين القديم كما يكتب الكاتب والباحث بكر أبوبكر
عندما أشار لنا ياسر عرفات في أحد جلساتنا الثريّة معه أنه وهو موجود في اليمن اصطحبه اليمنيون وأروه مفاجأة لم يكن يتوقعها أحد، فشنّف جميع الحضور آذانهم، وعمّ الصمت القاعة، ليفاجأوا هم أيضا مما قاله ياسر عرفات.
كان ذلك في جلسة لنا معه في مربض النمر في رام الله كأعضاء مكتب تعبئة وتنظيم في حركة فتح قبل رحيله الكبير وغيابه بأشهر معدودة.
لقد ألقى عرفات عصاه فالتقمت كل الثعابين التي أطلت برأسها من قرون طويلة، وكانت آياته جليّة واضحة، قال ياسر عرفات أنهم اصطحبوه ليشاهد بنفسه موقع “هيكل سليمان” في جبال اليمن وهذا ما كان.[1]
أطلق أبوعمار عصاه في وجه سحرة التاريخ، وأبصرنا بعد زوال السحر فتحا جديدا أشار له بقوة وإن بإشارة عابرة، وهو يبتسم.
ظننت في البداية كما غيري أن ما قاله أبوعمار يأتي ربما في إطار السِجالات الفكرية والتاريخية بيننا وبين الاسرائيلين لا الحقائق العلمية الموثقة، وخاب ظني وصدق أبوعمار.
عادت لي الذاكرة إلى كتاب كمال صليبي (التوراة جاءت من جزيرة العرب) الصادر عام 1985 الذي قرأته من زمن طويل أيام دراستي الجامعية في الهندسة المدنية، وشكّل حينها فتحا واختراقا في التاريخ المدوّن والمتعارف عليه كحقيقة شبه مقدسة.
ظللت متشككا بما احتوى عليه كتاب الصليبي رغم قوة الدلائل في المضاهاة بين الأماكن وغيرها،[2] وظلّت القصص التاريخية المعشعشة في أذهاننا مما درسناه في المدارس والجامعة، ومما قرأناه، ومما استقر في تاريخنا الفلسطيني والعربي الإسلامي ظلت السرديات تلك أقوى من كتاب (التوراة جاءت من جزيرة العرب) إلى أن تحدث ياسر عرفات في ذلك اليوم من العام 2003 ، حيث أضاء في ذهني مصباحا جديدا.
أسدلت الستار على الموضوع حتى العام 2011 عندما انعقد معرض الكتاب في فلسطين وتلقفت كتابا هاما اسمه (فلسطين المتخيلة أرض التوراة في اليمن القديم) الصادر في العام 2008 في دمشق، وهو سفر طويل فاق في صفحاته الألف صفحة، وكما أوصى لي به صاحب المكتبة الأهلية، ثم لاحقا الصديق باسم الجمل مشددا على ضرورة قراءته ووضعه ضمن أولويات قراءاتي، وكنت لم أفتح صفحاته بعد.
كنت مؤهلا لقراءة الروايات المختلفة عن التاريخيات التقليدية التي حوتها كتب التاريخ، فلقد قرأت من الأعوام 1998 دلائل الآثاريين الإسرائيليين مثل (إسرائيل فنكلستاين) و(زئيف هرتزوغ) من جامعة تل أبيب-يافا حول ما أثبتوه من عدم صحة كثير من مرويات التوراة[3] في مشاهدها ومعاركها وحوادثها بل وجغرافيتها حيث حوت التضخيم وزحزحة الحوادث كما اشتملت الأماني والرغبات والأساطير والخرافات، كما أشاروا استنادا لعدم وجود ممالك للأنبياء سليمان وداوود (في فلسطين )…الخ، وغيرها من الدلائل الآثارية الهامة، ليلحقهم (شلومو ساند) في الأعوام 2012 في مخطوطته الهامة (اختراع الشعب اليهودي) وهو زميلهم في جامعة يافا حتى اليوم وإن كان هو في قسم التاريخ وهم في قسم الآثار.[4]
وليس ببعيد ما يقوله أيضا (فكتور سيغلمان) حول ذلك إذ يقول بوضوح (إن علماء الآثار لم يعثروا على أي أثر لخراب معبد، ولا مملكة متألقة لسليمان ولا أي شيء آخر. والنص التوراتي الذي ليست له قاعدة مادية حقيقية، ليس سوى اختراع أدبي.) ولكنه وهو اليهودي يقول قاطعا الطريق علينا (لكن ذلك لا يبدل أبداً ارتباط الشعب اليهودي بهذه البقعة المسماة أرض اسرائيل، وبالعربية فلسطين.)[5]
لقد كانت اكتشافات ودراسات علماء الآثار الاسرائيليين، وبعض المؤرخين المنصفين مصباحا مضيئا في ذهني اتقد مع ما سبقه ولحقه من فتوحات المفكرين العرب.
المهم أن قراءة كتاب (فلسطين المتخيلة) لم تكن شبيهة أبدا بقراءة كتاب كمال الصليبي، فالفرق في المنهج البحثي كبير، وان كان الفتح في هذا المجال ينسب للثاني بالطبع، فهو أول من طرق الباب، ليهاجَم من المسلمين للأسف قبل اليهود أو غيرهم الذين تشبثوا بالمرويات المزورة في تقديس فاسد لكتب التاريخ.
عندما قرأت كتاب (فلسطين المتخيلة) الصادر عام 2008 ثم أتبعته بكتاب (القدس ليست أورشليم) الصادر عام 2012 وجدت فتحا علميا تاريخيا حقيقيا يستحق الاحترام، وفكرة متكاملة تستحق المتاجرة بها لتصحيح التاريخ، فاتصلت شاكرا الزميل باسم الجمل على حسن اهتمامه وصلابة رأيه، ثم اتصلت بالأستاذ فاضل الربيعي وتحادثنا طويلا ، وهو الذي سَعِد بذلك بعد أن أشرت له لضرورة التعريج على المرويات الاسلامية وعلماء الآثار عامة ومنهم الاسرائيليين (في كتابه الأخير ” أسطورة عبور الأردن وسقوط أريحا” الصادر عن دار جداول عام 2013 منهج جديد أضاف له ذلك) على أمل أن نتمكن كفلسطينيين وعرب من فضح التزوير العالمي في التاريخ لما أسس فعلا لاستعمار واحتلال الفكر والحضارة بالمرويات الأسطورية والخيالية وهي التي استند عليها في قيام دولة (إسرائيل) لاحقا.[6]
خطورة الكتاب-فلسطين المتخيلة- وأهميته معا أنه يتماهى –مع بعض الاختلافات – مع ما كتبه أو اكتشفه الآثاريون الاسرائيليون من جهة، ولكنه على عكس الاسرائيليين يؤكد الروايات القصصية التي جاءت في القرآن الكريم بلا جغرافيا، فيصحح للمسلمين انحراف فهمهم للجغرافيا في قصص التراث والقرآن الكريم، لما هو حقيقة ما ذكره القرآن الكريم بدقة متناهية فإذ هي في مكان آخر بالدليل القاطع، وليست في فلسطين الحالية.
وإن كان في ذلك لدى بعض المشككين أو القراء الطارئين على العِلم طامة كبرى بمعنى أننا برأيهم ننقل الصراع لتلك المنطقة أي اليمن القديم (جنوب غرب الجزيرة العربية) ما رد عليه الأستاذ الربيعي في كل كتاباته قائلا:أن الحديث يدور عن أمم انقرضت وبادت بتفاصيل واضحة كما انقرضت ثمود وعاد انقرضت قبيلة إسرائيل وهكذا، بمعنى أننا لا ننقل صراعا قائم اليوم من مكان لننقله لآخر في عالمنا العربي.
وفي ذات الوقت نحن نؤكد كما يتضح من سرديات الربيعي العلمية قصص القرآن الكريم، غير عابئين بليّ عنق الأماكن والجغرافيا وبعض الحوادث كما فعل مفسرو التوراة الغربيون لأسباب في نفس يعقوب أصبحت اليوم واضحة.
لقد استطاع د.الربيعي (كما استطاع أيضا الأستاذ فرج الله صالح ديب في مؤلفه الهام “اليمن وأنبياء التوراة” الصادر عام 2012 ) أن يضع ثلاث وثائق خطيرة في مواجهة بعضها وفي مواجهة البحث العلمي الرصين والدقيق هي التوراة برواياتها المختلفة وبروايتها العبرية الأصلية التي تحصل عليها، ويعقد مقارنات بينها وبين السفر الكبير المسمى (صفة جزيرة العرب) للحسن الهمداني ليصعق إذ يكتشف أن جميع الأماكن بما اشتملته من جبال ووديان وقرى وهضاب وسهول وأنهار وسيول وآلهة وثنية، و(مخاليف) أي ممالك، وقبائل تسكنها، كلها تقريبا مدونة في هذا الكتاب الثمين، الصادر من ألف عام، وقارنها بقوة مع سِفر العرب الأكبر وديوان معاركهم ومراتعهم وطلليّاتهم وأماكن سكناهم… ما هو في الشعر العربي وخاصة الشعراء اليمنيين ومنهم امرؤ القيس الشهير.
يقف القاريء البسيط بعد القراءة المتمعنة الدقيقة ربما في حيرة كبيرة، إذ يعز عليه أن التاريخ الذي درسه سرعان ما يتهاوى تحت معاول البحث العلمي الرصين لا سيما أن الباحث يستخدم أيضا مقارنات (أنثروبيولوجية) وبين اللغات اليمنية القديمة أو اللهجات ومنها العبرية ولاحقا بما احتوته الآثاريات المصرية والعراقية والفلسطينية من أسماء القبائل الاسرائيلية العربية والعربية الأخرى غيرها والغزوات ومن زيارته اللاحقة لليمن في سياق دراسي …..الخ.
يقول العلامة فاضل الربيعي في مقالته حول هيمنة السرديات (فلسطين هذه التي تأسست صورتها في وعينا طبقاً للصور التوراتية “الزائفة” عن السبي البابلي ومعارك داود وعبور الأردن وسقوط أريحا،لا وجود لها في التوراة قط، وهي من تلفيق واختراع المؤرخين الغربيين- وعلى خطاهم العرب والمسلمين- لأن التوراة لم تعرف فلسطين ولم تذكرها بالاسم)[7]
تكتشف أيضا بدقة علمية مذهلة -كما بحث الربيعي- كيفية تحوير المواضع والأماكن والأحداث والأشخاص…. لتتفق زورا مع ما هو موجود في فلسطين الجغرافيا اليوم كذبا وخداعا أوجهلا واستسهالا، وكلها هناك حيث ترقد ثلاث من مدن وجبال اسمها القدس (قدس-قدش)-ليست القدس العربية الإسلامية في فلسطين التي لا مكان لهم فيها أبدا-، وأورشليم في اليمن القديم التي زارها المؤلف مؤخرا لأكثر من مرة، ومدن مثل أريحا (يريحو)، ونهر (سيل)الأردن (يردن) وخولان (الجولان) ومأدبا….، وقبائل الفلستيين (وليس الفلسطينيين المذكورين بالتورارة بحرف التاء لا الطاء العبريين) واللخميين (بيت لخم-لحم) والكرثيين العرب (المنسوبين خطأ الى جزيرة كريت) والقبائل المُضَرية (المصرية حسب التوراة-حيث لا حرف ضاد بالعبرية)، وبيت بوس (يبوس) والبخت نصر (نبوخذ نصر) وسبيه البابلي لليهود العرب من اليمن القديم، والمئات من المواقع والأشخاص على ذات المنوال.
إننا إذ نهيب بجميع المفكرين والكتاب والمؤرخين وأساتذة التاريخ في الجامعات الفلسطينية بل والعربية والاسلامية أن يعودوا ثانية للتفكير والقراءة والبحث فإننا نعتبرهم في جهاد إلى يوم الدين في هذا المجال، وهم يسقطون أساسا تاريخيا سافر الخداع والكذب والتاويل، بأدوات البحث العلمي الجديدة، وهي ذاتها التي تجعل من روايات وقصص القرآن حقائق غير قابلة للدحض فيما جعله الله عبرة ومثلا في مكانه وزمانه الصحيح.
الحواشي:
1-دعا وزير البناء والإسكان الإسرائيلي (أوري أريئيل)–كما دعا غيره ممن سبقوه- إلى بناء ما أسماه زورا “الهيكل الثالث” مكان المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة. وقال (أريئيل) في تصريح نقله موقع “إسرائيل موطني” الجمعة 24/1/2014:إن( الهيكل الأول تم تدميره عام 586 قبل الميلاد، بينما تم هدم الهيكل الثاني عام 70 للميلاد، ومنذ ذلك الحين والشعب اليهودي بدون هيكل) حسب زعمه.
وأشار إلى أن (“الشعب” اليهودي مفجوع (؟!) منذ ذلك التاريخ ويعيش على أطلال الهيكل)، مدعيا أن (إسرائيل اليوم هي أرض الشعب اليهودي، وهناك من يدعو لإعادة بناء الهيكل الثالث)
وأضاف المذكور قائلا (مكان الهيكل يوجد اليوم المسجد الأقصى على الرغم من كون الهيكل أقدس منه بكثير، أما الأقصى فهو المسجد الثالث في الإسلام) حسب تعبيره. http://www.noqta.info/page-65066-ar.html
2-يقول د.ماهر الشريف: (يفترض كمال الصليبي أن البيئة التاريخية للتوراة لم تكن في فلسطين بل في غرب شبه الجزيرة العربية بمحاذاة البحر الأحمر، وتحديداً في بلاد السراة ، أي في جنوب الحجاز وفي المنطقة المعروفة اليوم بعسير. وبالتالي، فإن بني إسرائيل من شعوب العرب البائدة، أي من شعوب الجاهلية الأولى، الذين كان لهم، بين القرن الحادي عشر والقرن السادس قبل الميلاد، ملكاً في بلاد السراة.
وقد زال هذا الشعب من الوجود بزوال مُلكه، ولم يعد له أثر بعد أن انحلت عناصره وامتزجت بشعوب أخرى في شبه الجزيرة العربية وفي غير شبه الجزيرة العربية. أما اليهودية، فهي ديانة توحيدية وضعت أسسها أصلاً على أيدي أنبياء من بني إسرائيل، وانتشرت على أيديهم أول الأمر ثم استمرت في الانتشار بعد زوالهم وانقراضهم كشعب (الصليبي، التوراة جاءت…، ص 11-12).
وبناءً على ذلك، فإن الادعاء “الصهيوني” الحديث بأن اليهود ليسوا مجتمعاً دينياً فحسب بل شعب وريث لبني إسرائيل، وأن له الحقوق التاريخية لبني إسرائيل، إنما هو ادّعاء باطل أصلاً، لأن بني إسرائيل شعب باد منذ القرن الخامس قبل الميلاد (الصليبي، التوراة جاءت…، ص 12).)
3- مما يقوله د.فلكنستاين (اننا نعلم الآن، أن الاستيلاء على بلاد الكنعان لم يكن بالوصف البطولي لنص التوراة، ولكن عبر هجرة طويلة متعبة لعشائر سامية، تمت خلال قرن لانشاء ما يعرف بارض الميعاد. ان عظام الجمال التي عثر عليها الاثريون لا تتطابق مع وصف الجمال التي كانت مع قافلة ابراهيم كما جاء في النص، بل هي تعود لجمال استخدمت بعد عدة قرون، ايام الآشوريين.)
مضيفا (ان الاوساط المتدينة تجهل علم الآثار، ولا يهمها البحث، بقدر تصديق ما هو امامها في النص. وابحاثنا صفعت بشدة مشايخ الصهيونية)
4-يقول فرج الله صالح ديب معلقا على الآثاريين اليهود (وهكذا، اذا لم يجد العلماء اثاراً في فلسطين تدلّ على الاحداث التاريخية في التوراة، لجأوا الى اعتبارها اساطير وخرافات دونما طرح السؤال البسيط: هل نبحث في المكان الخطأ؟ ان مشكلة الفكر الغربي، الوالد الشرعي للفكر الصهيوني، انه امضى القرون الثلاثة الماضية ليؤكد قصة ارض الميعاد، وليخضع كل ابحاثه الاثرية والتاريخية لمصلحة التفسير التوراتي، وينفي وجود الشعب الفلسطيني، نراه اليوم وقد فشل في دعم ركائز التفسير الصهيوني، يلجأ الى نفي وجود الانبياء والى جعل التوراة اسطورة دونما خجل أيضاً!
لكن الحقيقة ان مسرح التوراة كان هناك في اليمن. فمن ابناء نوح حسب التوراة أزال وحضرموت. وآزال اسم صنعاء عاصمة اليمن حتى القرن السادس ميلادي او مدينة سام. كما ان ابرهيم رحل من حاران في يافع السفلى (اور قاصديم في التوراة) جنوب اليمن التي كانت تسمى بلاد بني قاصد، الى مصر، ولم يسأل الفكر الغربي (الذي يتجاهل العلاقة بين العربية والسريانية والعبرية)، ان التوراة تتحدث عن (مصرايم) المسقطة اليوم على دولة مصر التي كان اسمها التاريخي قبل الاسلام، بلاد القبط – الغبط…)
5-أنظر مقال د.فرج الله صالح ديب بالموقع التالي http://uaesm.maktoob.com/vb/uae476962/
6-يقول د.فاضل الربيعي (لقد آن الأوان لأن تتقدم أوروبا-والغرب بأسره- باعتذار صريح للفاسطينيين والعرب والمسلمين عن النتائج المأسوية التي تسبّب بها الخيال الاستعماري المُفرط-ونزعات المستشرقين التوراتيين وعنجهيتهم وعنصريتهم السقيمة- في تدمير شعب وتشريده عن وطنه. لقد أدًت هذه النتائج إلى ( تهويد) التاريخ الفلسطيني، وإلى وقوع مأساة شعب وأمة جرى الإستيلاء على أرضها وتاريخها وثقافتها االقديمة بالقوة الغاشمة. بيد أن ذلك لن يكون ممكنا ولا كافيا من دون خطوة جريئة من علماء التوراة في العالم، بإعلان صريح ممائل لا لبس فيه عن بُطلان القراءة الاستعمارية للتوراة، والإقرار بالخطأ الفادح في هذه القراءة والاعتراف بحقيقة أن الانتساب الى دين بعينه،لا يبرر الحق في أي مُطالبة غير مشروعة)
7- http://www.safsaf.org/word/2013/okt/13.htm
[1] دعا وزير البناء والإسكان الإسرائيلي (أوري أريئيل)–كما دعا غيره ممن سبقوه- إلى بناء ما أسماه زورا “الهيكل الثالث” مكان المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة. وقال (أريئيل) في تصريح نقله موقع “إسرائيل موطني” الجمعة 24/1/2014:إن( الهيكل الأول تم تدميره عام 586 قبل الميلاد، بينما تم هدم الهيكل الثاني عام 70 للميلاد، ومنذ ذلك الحين والشعب اليهودي بدون هيكل) حسب زعمه.
وأشار إلى أن (“الشعب” اليهودي مفجوع (؟!) منذ ذلك التاريخ ويعيش على أطلال الهيكل)، مدعيا أن (إسرائيل اليوم هي أرض الشعب اليهودي، وهناك من يدعو لإعادة بناء الهيكل الثالث)
وأضاف المذكور قائلا (مكان الهيكل يوجد اليوم المسجد الأقصى على الرغم من كون الهيكل أقدس منه بكثير، أما الأقصى فهو المسجد الثالث في الإسلام) حسب تعبيره. http://www.noqta.info/page-65066-ar.html
[2] يقول د.ماهر الشريف: (يفترض كمال الصليبي أن البيئة التاريخية للتوراة لم تكن في فلسطين بل في غرب شبه الجزيرة العربية بمحاذاة البحر الأحمر، وتحديداً في بلاد السراة ، أي في جنوب الحجاز وفي المنطقة المعروفة اليوم بعسير. وبالتالي، فإن بني إسرائيل من شعوب العرب البائدة، أي من شعوب الجاهلية الأولى، الذين كان لهم، بين القرن الحادي عشر والقرن السادس قبل الميلاد، ملكاً في بلاد السراة.
وقد زال هذا الشعب من الوجود بزوال مُلكه، ولم يعد له أثر بعد أن انحلت عناصره وامتزجت بشعوب أخرى في شبه الجزيرة العربية وفي غير شبه الجزيرة العربية. أما اليهودية، فهي ديانة توحيدية وضعت أسسها أصلاً على أيدي أنبياء من بني إسرائيل، وانتشرت على أيديهم أول الأمر ثم استمرت في الانتشار بعد زوالهم وانقراضهم كشعب (الصليبي، التوراة جاءت…، ص 11-12).
وبناءً على ذلك، فإن الادعاء “الصهيوني” الحديث بأن اليهود ليسوا مجتمعاً دينياً فحسب بل شعب وريث لبني إسرائيل، وأن له الحقوق التاريخية لبني إسرائيل، إنما هو ادّعاء باطل أصلاً، لأن بني إسرائيل شعب باد منذ القرن الخامس قبل الميلاد (الصليبي، التوراة جاءت…، ص 12).)
[3] مما يقوله د.فلكنستاين (اننا نعلم الآن، أن الاستيلاء على بلاد الكنعان لم يكن بالوصف البطولي لنص التوراة، ولكن عبر هجرة طويلة متعبة لعشائر سامية، تمت خلال قرن لانشاء ما يعرف بارض الميعاد. ان عظام الجمال التي عثر عليها الاثريون لا تتطابق مع وصف الجمال التي كانت مع قافلة ابراهيم كما جاء في النص، بل هي تعود لجمال استخدمت بعد عدة قرون، ايام الآشوريين.)
مضيفا (ان الأوساط المتدينة تجهل علم الآثار، ولا يهمها البحث، بقدر تصديق ما هو امامها في النص. وابحاثنا صفعت بشدة مشايخ الصهيونية)
[4] يقول فرج الله صالح ديب معلقا على الآثاريين اليهود (وهكذا، اذا لم يجد العلماء اثاراً في فلسطين تدلّ على الاحداث التاريخية في التوراة، لجأوا الى اعتبارها اساطير وخرافات دونما طرح السؤال البسيط: هل نبحث في المكان الخطأ؟ ان مشكلة الفكر الغربي، الوالد الشرعي للفكر الصهيوني، انه امضى القرون الثلاثة الماضية ليؤكد قصة ارض الميعاد، وليخضع كل ابحاثه الاثرية والتاريخية لمصلحة التفسير التوراتي، وينفي وجود الشعب الفلسطيني، نراه اليوم وقد فشل في دعم ركائز التفسير الصهيوني، يلجأ الى نفي وجود الانبياء والى جعل التوراة اسطورة دونما خجل أيضاً!
لكن الحقيقة ان مسرح التوراة كان هناك في اليمن. فمن ابناء نوح حسب التوراة أزال وحضرموت. وآزال اسم صنعاء عاصمة اليمن حتى القرن السادس ميلادي او مدينة سام. كما ان ابرهيم رحل من حاران في يافع السفلى (اور قاصديم في التوراة) جنوب اليمن التي كانت تسمى بلاد بني قاصد، الى مصر، ولم يسأل الفكر الغربي (الذي يتجاهل العلاقة بين العربية والسريانية والعبرية)، ان التوراة تتحدث عن (مصرايم) المسقطة اليوم على دولة مصر التي كان اسمها التاريخي قبل الاسلام، بلاد القبط – الغبط…)
[5] أنظر مقال د.فرج الله صالح ديب بالموقع التالي http://uaesm.maktoob.com/vb/uae476962/
[6] يقول د.فاضل الربيعي (لقد آن الأوان لأن تتقدم أوروبا-والغرب بأسره- باعتذار صريح للفاسطينيين والعرب والمسلمين عن النتائج المأسوية التي تسبّب بها الخيال الاستعماري المُفرط-ونزعات المستشرقين التوراتيين وعنجهيتهم وعنصريتهم السقيمة- في تدمير شعب وتشريده عن وطنه. لقد أدًت هذه النتائج إلى ( تهويد) التاريخ الفلسطيني، وإلى وقوع مأساة شعب وأمة جرى الإستيلاء على أرضها وتاريخها وثقافتها االقديمة بالقوة الغاشمة. بيد أن ذلك لن يكون ممكنا ولا كافيا من دون خطوة جريئة من علماء التوراة في العالم، بإعلان صريح ممائل لا لبس فيه عن بُطلان القراءة الاستعمارية للتوراة، والإقرار بالخطأ الفادح في هذه القراءة والاعتراف بحقيقة أن الانتساب الى دين بعينه،لا يبرر الحق في أي مُطالبة غير مشروعة)