فكرة رمضان 16 : “وعد الآخرة” في فلسطين، ام المقصود هو القيامة لكل البشر؟
“وقلنا من بعده لبني اسرائيل اسكنوا الارض ، فإذا جاء وعد الآخرة جئناكم لفيفا” (الاسراء 104 ) حسب الشعرواي سُكناهم الأرض (ان يتفرقوا في الارض، وليس معناها ان كل الارض لليهود طبعا لا) والمقصود سكناها من بعد موسى، والارض حسب التفاسير: ارض الشام وفي تفاسير اخرى مصر والشام حسب القرطبي، ونحن نقول:لا أحد يعلم من أين جاء هذا الاستدلال الجغرافي! فلا نقره، فنحبذ القول كما أشار القرآن أنها الأرض ،أي أنها قطعة ما او منطقة ما قد تكون في أي مكان من الارض، وانقضى وقتها بانقراض المعنيين وهم قبيلة بني اسرائيل العربية المندثرة.
و”جئنا بكم لفيفا” ليوم القيامة أي من كل قوم او قبيلة او جماعة، او جميعا أولكم وآخركم. والجمع اللفيف بالعربية كما يقول الامام البغوي: “الجمع الكثير اذا كانوا مختلطين من كل نوع” ففيهم المؤمن والكافر والبر والفاجر، وقال الجوهري ان للفيف “ما اجتمع من الناس من قبائل شتى” والمعنى انهم -اي الناس-يخرجون وقت الحشر/القيامة وليس في الدنيا، يخرجون من القبور كالجراد المنتشر مختلطين لا يتعارفون.
حيث أشار الشيخ المنجد أنه بعد مراجعته: “عشرات التفاسير المتقدمة فلم نجد أحد يخالف هذا التفسير اللهم الا رواية ضعيفة من الاسرائيليات في الطبري (174/13).”
ويستنتج الشيخ محمد صالح المنجد: ان استدلال بعض المعاصرين بهذه الآية –كما الحال مع الشعراوي-“على اجتماع اليهود في الارض المقدسة في زماننا هذا وانه من “وعد الآخرة” استدلال فيه نظر”،أي أنه لا يقره، ونحن معه بل ونقول أنه استدلال خاطئ ولا يتفق مع المعنى، فوعد الآخرة هنا حيث يخرج جميع الناس للحساب هو يوم الحشر والقيامة.
#تفكروا_في_آلاء_الله
#بكر_أبوبكر
View on Path