تبخيس الكارثة كما تكتب أسرة تحرير هآرتس (ما بين أكاذيب نتنياهو والعقل الاسرائيلي-نقطة)
http://www.noqta.info/page-89938-ar.html
تصريحات رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في أن مفتي القدس، الحاج أمين الحسيني هو الذي أعطى الالهام لهتلر لابادة يهود اوروبا، خطأ تام. كان يمكن ان نتوقع أقوالا أكثر توازنا من أبن مؤرخ هام.
الصحيح هو أنه في الثلاثينيات سعى النازيون الى طرد يهود ألمانيا، وبعد ذلك يهود النمسا وتشيكيا، ولكن في ذاك الوقت لم تكن اتصالات بين المفتي وبين النخبة الايديولوجية النازية.
كان المفتي بلا شك لاسامي متطرف، واصبح مؤيدا متحمسا للنازية. بعد أن فر من بلاد (اسرائيل) (هي بلاد فلسطين-نقطة) في العام 1937 الى لبنان، ومن هناك الى العراق – حيث كان بين المحرضين للاضطرابات ضد اليهود – وصل المفتي الى المانيا، عبر ايطاليا، في العام 1941. وقد استخدمه النازيون في دعايتهم للشرق الاوسط ولاقامة وحدة اسلامية في البلقان في اطار الـ أس.أس. كما ان المفتي كان نشيطا في منع خروج أطفال يهود ذوي تصاريح دخول رسمية الى بلاد (اسرائيل) (لم تكن تسمى مطلقا بلاد “اسرائيل” بل فلسطين-نقطة) منهم هنغاريا وأيد تأييدا تاما قتل اليهود، ولكنه لم يكن له أي تأثير على السياسة الالمانية. ( )
التقى الحاج أمين الحسيني بهتلر مرة واحدة، في 28 تشرين الثاني 1941، في حديث، وفيه لم يقترح على هتلر شيئا – هتلر هو الذي تحدث وحدد السياسة الالمانية. وعلى سؤال المفتي ماذا سيحدث ليهود العالم بعد انتصار المانيا – بقوله، انه يفهم بان المانيا ستلغي الوطن اليهودي في بلاد (اسرائيل) (هي بلاد فلسطين-نقطة) – أجاب هتلر، انه سيتوجه أولا لكل دول وروبا وبعد ذلك لكل دول العالم، ليعالجوا اليهود كما يعالجهم الالمان في اوروبا.
كان هذا بعد أن بدأت الابادة ( ) – مع اجتياح الالمان للاتحاد السوفييتي في حزيران 1941 – قبل نصف سنة من ذاك الحديث. لم يكن هتلر بحاجة لزعيم عربي (او آخر) كي يقترح “الحل النهائي”.
ان استخدام السياسيين عندنا للكارثة، لاغراض جارية، يقلل من مسؤولية النازية وهتلر تحديدا، وهذا تبخيس لذكرى الكارثة. يخيل أنه اذا كانت الخلفية التاريخية الحقيقية لا تخدم التحريض السياسي، فانهم يلفقون “حقائق” وارتباطات.
ان ذكرى الملايين (الامر مشكوك فيه عالميا-نقطة) الذين قتلوا هي قبل كل شيء موضوع يهودي، بلا شك، ولكن بقدر متعاظم هي ايضا موضوع عموم انساني.
ثمة هنا في واقع الامر مثابة نكران للكارثة ( يسمونها الكارثة او المحرقة او الهولوكوست ويدعون مقتل 6 ملايين “؟!! الرقم يخضع للتشكك والأفعال من بحاثة كبار” في ظل الحرب العالمية التي حصدت ارواح 50 مليون بني آدم؟!!) مثلما حصلت حقا؛ تشويه لحقيقة معروفة ليس فقط للمؤرخين المهنيين، بل ولاجزاء غير قليلة من الجمهور سواء في (اسرائيل) ام في العالم.
الذاكرة، التي هي صدمة مستمرة وشديدة لليهود في (اسرائيل) وخارجها، وليس فقط لهم، تهان من أجل دعاية مرفوضة، لا تساعد حتى على نحو خاص. ليس هكذا نتذكر الكارثة.
هآرتس – أسرة التحرير:22/10/2015
ملاحظة من المحرر الفكري والثقافي في #نقطة_وأول_السطر :
1- هآرتس، (ه) أداة التعريف العربية القديمة نظير (ال) وآرتس ARETZ كلمة عربية أي الأرض =هآرتس=الأرض هذا ما يتعلق باسم الصحيفة وأصل العبرية كلهجة عربية يمنية قديمة.
2- أما استخدام الصحيفة (المفترض أنها يسارية) لكلمة أرض “اسرائيل” بل وفي معرض كلام ما قبل قيام “اسرائيل” عام 1948 فهذا تطور كبير جدا ولافت، إذ لم تكن أصلا آنذاك فلسطين تنطق الا باسمها ومنه في صك لانتداب..الخ، أي في إطار دفاع الصحيفة العبرية عن الرواية الصحيحة-كما تعتقد- للنازية والحسيني، تكذب هي أيضا وتزور وتقول “أرض اسرائيل” التي لم تكن لا جغرافيا ولا سياسيا حينها الا باسم بلاد أو أرض فلسطين.
3- تكذب أيضا باتهام المفتى أنه مع قتل الأطفال واليهود وهذا مشهد=فلم جديد وحيلة نفسية وتحايل على الحقيقة لتبرير القتل الاسرائيلي اليوم للفلسطينيين والأطفال (الاحصائية 10 حالات قتل لأطفال فلسطينيين غير مبررة اليوم (أنظر: تقريرالحركة العالمية للدفاع عن الأطفال: الاحتلال يطلق النار بقصد القتل على موقع نقطة واول السطر اليوم)
4- (فانهم يلفقون “حقائق” وارتباطات) هذا مصطلح الصحيفة عن استغلال السياسيين ، ولكن هي تفعل ذات الشيء
5- ليس لنا علاقة بالكارثة أو المحرقة حصلت ام لم تحصل فنحن ضد قتل أي انسان بغير حق هذا هو المبدأ
#غضبة_القدس
View on Path