أين نحن من انتصار”هيكل” نتنياهو؟
http://www.bakerabubaker.info/index.php?action=show&pageID=1344
بعد ما يقارب الشهر من اندلاع المواجهات في القدس والضفة وغزة وحتى داخل أراضي فلسطين التي تقام عليها دولة (اسرائيل) ماذا حققنا كفلسطينيين أو كعرب؟ أليس لنا الحق أن نتوقف قليلا لنقرأ مسار الأحداث واتجاه الريح وطبيعة المعادلات المتشكلة؟
بعدما يقارب الشهر من #غضبة_القدس التي أسماها البعض الهبة أو الانتفاضة فيها من الأهداف السياسية السلطوية لدى البعض ما يتناءى عنه البُعد الوطني الشامل، وكأننا نكلم بعضنا بعضا من فوق جبلين بعيدين.
أما آن لنا أن نتقدم ولو بضعة أقدام، لنقدم لشعبنا انجازا ملموسا وانتصارا فعليا بعد سيل “الانتصارات” الثلاثة العظمى في حروب غزة التي أنتجت الدمار والخراب واستمرار الحصار والألم، وبعد انتصارات المفاوضات التي أفشلتها الحكومات الصهيونية، وإثر انتصارات التنسيق الأمني بين “حماس” مع الاسرائيلي لحفظ حدوده مع غزة بشكل حديدي، وما يماثله من أمان نسبي للمستوطنين والجيش في الضفة ؟
أما آن لنا أن نقف وقفة تناهض المقولة الافتراقية الانقسامية التي تصرخ قائلة: أن هناك مشروعين لا يلتقيان أبدا كما صرح مؤخرا أحد قادة “الانقلاب الوطني” الفلسطيني؟
وأما آن لنا أن لا نلعب مثل هذه اللعبة ثانية؟ أي تلك التي تساوي بين المُحق (أهو حركة فتح أم السلطة أم الشعبية أم حماس أم الجهاد أم الفصائل …. أم من؟) وبين المسيء المصرّعلى إساءته وأخطائه؟ والمصرّ على الانقلاب وشطر الشارع والجغرافيا؟ والغضبة-الانتفاضة أيضا؟
أما آن لنا أن ننظر بعين الحق لنقول للمخطئ بالسياق الوطني الشامل أنت أخطأت بكذا وكذا ، وللطرف الآخر أنت أجرمت بكذا وكذا وعليه يجب أن نتفق، فنحن برنامج واحد لا برنامجين لأننا شعب واحد بمسلميه ومسيحييه لا يشمل هذا الشعب على (إسلامي) مقابل لا إسلامي فالكل مسلم مهما علا أو هبط مستوى إيمانه فهذه علاقته مع الله وليست معي.
حتى المسيحي في بلادنا هو مسلم القيم الجامعة ومسلم الحضارة كما نحن مسيحيو الانتماء للسيد المسيح ، فلا يلعبنّ أحد هذه اللعبة المتعلقة بالإسلام…. فلم يعد الشعب مغفّلا.
نحن برنامج واحد لا برنامجين فليس هناك مناضل مقابل خائن أو وطني مقابل عميل يقوم بالتخابر كما يصور – وما زال – المخرّصون الذين يدفعون الشعب والأمة لتصطدم بالحائط، فنحن شعب بطل ومناضل ومجاهد ومرابط وصامد في وطنه وأرضه ننهض ونكبو أحيانا، وإن اختلفنا بالرؤى والوسيلة والأفكار السياسية فإن فلسطين تجمعنا، كل فلسطين، وعليه يجب أن نحاسب أنفسنا على استسلامنا للفكر الحزبي الفئوي، أو للفكر المأجور للأجنبي لكثير من صنائع الأمريكان أو سواهم فينا الذين يطرحون أنفسهم بدائل للتنظيمات الوطنية كلها.
أليس لنا والانتفاضة أو الغضبة تتصاعد أن نتوقف قليلا فنمد اليد بمبادرة تخرق المسار المعتاد فنرى الزّهار يبتسم في صورة واحدة مع عزام الأحمد، ونرى مشعل يقدم نفسه طواعية لفلسطين ومنظمة التحرير، ونرى الرئيس أبو مازن يحتضن كل المختلفين؟ فيكفينا أن يكون مثل هذا نتيجة من نتائج ثورة الشباب المتقدة.
إن الانجاز الحقيقي والملموس اليوم هو للأسف الشديد انتصار الفوضى في العالم العربي وانتصار الخراب والدمار ، كما أن انتصار الأكاذيب والخرافات في ظل بطش الاحتلال والقوة، وانتصار الهبل مقابل العقل في أمة لا تقرأ.
النصر تجاوزنا لأن “نتنياهو” اعتقله. ولأننا نحن من أهال التراب عليه بعد دفنه في فنائنا الخلفي كما ظننا، وفي المقابل لقد انتصر “نتنياهو” بإشاعة فوضى المفاهيم وبمساهمته بفوضى الإقليم بجدارة، وبنشره لأكاذيبه متسلحا بالبطش والقوة ومن نتائج ذلك الفاقعة ما أعلن عنه رفيقه الصهيوني “جون كيري” عندما تبنى يهودية المسجد الأقصى المبارك الذي أطلق عليه اسم (جبل الهيكل) وليس هنا لا هيكل ولا جبل لا تاريخيا ولا في الأحلام، وإنما لتمرير خدع “نتنياهو” التي ما زالت تتمدد بصبر وأناة وفعل يومي حول ما يسميه (أرض إسرائيل) أو أكاذيبه حول (القدس) المذكورة عشرات المرات في التوراة، وغير المذكورة ولو لمرة في القرآن على حد قوله!
اعتقل “نتنياهو” النصر بدعمه لعصابات المتطرفين في الضفة والقدس وبجعل الاستيطان سياسة لا محيد لحكومته عنها في “أرض اسرائيل” كما يسمي فلسطين، وخاصة في ما يسميها أيضا “يهودا والسامرة”، وحاول التقدم في محاولاته المسمومة بالاقتراب من المحور العربي بإعاء أنه معه ضد “داعش” العربي والفلسطيني يدا بيد العربي والأوربي والروسي.
محاولا اقتفاء آثار والده المؤرخ نشر “نتنياهو” سلسلة أكاذيب أيضا (ليس آخرها أكذوبه الحسيني وهتلر) حول ما يسميه ممالك بني اسرائيل منتسبا لها؟ وقبيلة إسرائيل هي القبيلة اليمنية العربية المنقرضة التي لا صلة له بها مطلقا، وهو غير العربي القادم من جمهورية ليتوانيا.
إن أكاذيب “نتنياهو” المتجددة ومنها حول ما يسميه “الهيكل” الأول والثاني و”جبل الهيكل” التي بدأ العالم يميل نحوها بعد ميلة “كيري” كما أكاذيبه حول الضفة من فلسطين، وأفعاله الاجرامية، سوغت للجيش ولعصابات المستوطنين كل قتل ودمار وحرق وخراب بمعطى إشعاله نار حرب ذات طابع تاريخي موهوم وديني في حقيقته احتلال واستعمار بغيض.
إن اعتقال “كيري – نتنياهو” للانتصار لروايته، وتثبيته للوضع الراهن كما يقرره هو بتهويد المسجد الأقصى المبارك على أعيننا وأعين كل المسلمين، أليست مناسبة لنتحد حول أهداف الثوار الشباب في غضبة القدس ولأجل الأرض ولأجل الاقصى فنقبل أقدامهم، ونعلن أننا طلّقنا الخلافات وأعلنا النفير العام؟
*كاتب عربي اسلامي، وهو عضو المجلس الثوري لحركة فتح
#بكر_أبوبكر
View on Path