حينما يكون الصمت فسادا!
بكر أبوبكر
عندما ترى عفونة النفوس غير الخجلة، تشم فيها الرائحة العطنة… وعندما تلحظ الخراب الواقع فإن أنقاض الهدم تنهال على رؤوسنا، وعندما ينخر السوس في الخشب…. تظهر الثقوب.
عندما تحزن الحمامات تستكين وتكنّ وقد تتوارى عن الأنظار، لكن عندما يكفر النهر الجاري بمن يفسدون مياهه يتحول وحشا أسود.
عندما تسيل الدموع…فهي ليست بالضرورة تعبيرا عن حرقة أو حزن او فرح، فلربما تكون تعبيرا عن غضب أو شجن…أهكذا تريدون؟
ربما!
ولكن دعوني أضيف: عندما تسيل الدموع السخية قد تكون تعبيرا قاسيا عن قلة الحيلة أو القرف أو القهر أو الغضب…فلا تظلموا الباكين أبدا فهم الأخيار.
عندما يتواصل بث البلاغات تمجّد الزعيم، نكون قد سقطنا في مستنقع عفن، ويكون النهر قد تحول للسواد بلا رجعة…ولربما غيّر مجراه!
عندما تصبح الدنيا لعبة بين اصبعي المستبد يحرّك من خلالهما التنابل من بطانته والأشياء… أو يحركونه…تنوح الحمامات طويلا، وقد تنتحر… فإن لم نفهم الرسالة ونسمع الإنذار قد تلحقها أُسد الغاب.
أنت لا ترى الفساد في صورة واحدة..إذ لربما تقول في البداية أنك المخطيء…. فلا يعقل أن يكون كل هؤلاء (بطانة الزعيم) مخطئون..إذ لا بد من رجل رشيد بينهم؟
عندما تتكرر الصورة… وتتكرس الصورة، وتتعاقب صور الفساد…تكتشف أنهم ليسوا هم الفاسدين؟!….وحدهم!
لأنك تكتشف أن الفساد قد وصل الى ذاتك ونفسك وضميرك أنت…فأنت الفاسد الأول وليسوا هم!…
أنت الفاسد لأنك لم تبكي، وأنت الفاسد لأنك لم تغضب، وأنت الفاسد لأنك صمت…. حيث وجب الكلام.
View on Path