لن نعدم أن نجد من بين الاخوان المسلمين خارج تيار قطب الرسمي من هم متأثرين بالفكر الحاكمي التجهيلي الاقصائي للغير، فكما لا يستطيع الأسطل في غزة أن يفهم الحرية والإرادة الا وفق ما يضع عقله هو من قوانين يظنها الفهم الوحيد المكتمل للاسلام الحنيف،[17] فإنه بذلك يعبر جهرا عن رفضه لمفهوم الديمقراطية وقدرة الناس على رؤية مصالحهم، ولذلك يتمسك تياره في فصيل “حماس” اليوم بالحكم في غزة، فكيف لها أن تفهم تداولا للسلطة بعد أن افتكتها بالانقلاب والقتل والدم؟! وكيف لمثل هذا الرجل أن يفهم أنه من الممكن أن يسقط بالانتخابات؟! إنه إذ يسقط فهو يتأهب منذ الآن بالتنظير المسبق إن ذلك إن حصل “لجماعته المؤمنة حصريا” فهو لسبب أنها غير نزيهة قطعا، وعندما ينجح فقط فهي نزيهة! وكيف له ولحماس أن تعطي الحكم لمن لا يجوز أن تكون لهم حرية وإرادة وقرار؟ ولمن هم لا يمثلون شرعا الصفات الواجب توفرها كما يغمز الأسطل، وكيف تثق تعبئة “حماس” الداخلية بمن هم قاصرين عن الخيار؟ فلا الأمة لها الحق ولا الانسان مخير بما يرى إلا وفق الفهم المحدد الذي يفترض الأسطل أنه المستمد من الدين الاسلامي حصريا وفق ما يرى، ما أثبت مختلف العلماء المسلمين المستنيرين قصوره وعجزه عن فهم الاسلام ومقاصده بالعدل والحرية والانسانية.
#بكر_أبوبكر
http://www.noqta.info/page-100231-ar.html
View on Path