غير مصنف

قال الحجاج للغضبان القبعثري: أما إنك صاحب الكلمة التي بلغتني عنك حين قلت: تغد بالحجاج قبل أن يتعشى بك. قال الغضبان: أما إنها جعلني الله فداك لم تنفع من قيلت له، ولم تضر من قيلت فيه. قال الحجاج: اذهبوا به إلى السجن. فمكث فيه إلى أن بنى الحجاج قبة خضراء في واسط أعجبته كما لم يعجبه بناء قط. فقال لمن حوله: كيف ترون قبتي هذه؟ قالوا: أصلح الله الأمير ما بنى ملك مثلها. ولا نعلم للعرب مأثرة أفضل منها. قال الحجاج: أما إن لها عيبا وسأبعث إلى من يخبرني به. فبعث إلى الغضبان فأقبل يرسف في قيوده، فلما دخل عليه سلم فقال له الحجاج: كيف ترى قبتي هذه؟ قال: أصلح الله الأمير، هذه قبة بنيت في غير بلدك لغير ولدك، لا يسكنها وارثك ولا يدوم لك بقاءها، كما لم يدم هالك ولم يبق فان، وأما هي فكأن لم تكن. قال: صدق ردوه إلى السجن فإنه صاحب الكلمة التي بلغتني عنه-التذكرة الحمدونية

#حكايا_العرب

View on Path

بكر أبوبكر

كاتب وباحث عربي فلسطيني ورئيس أكاديمية فتح الفكرية، وعضو المجلس الاستشاري للحركة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى